وسوق مذبح العيون بالقرب من المذبح ينصب كل يوم من شروق الشمس إلى الساعة ٣ نهارا، تباع فيه حيوانات الذبح، والآن بسبب حصر الذبح فى المذبح المستجد زادت أهمية هذا السوق عن الأسواق السابقة عليه.
والحيوانات الجارى ذبحها لمأكل البلد منها ما يشترى من هذه الأسواق، ومنها ما يشترى من المديريات ويؤتى به إلى مذبح القاهرة.
***
[مطلب الكلام على المذابح]
وقبل العائلة المحمدية كان الذبح فى داخل البلد فى محلات متعددة. ولما استولت العائلة المحمدية، ورتبت ديوان الصحة، وجعلت له قانونا بطل الذبح داخل البلد، وبنى فى خارجها مذبحان: أحدهما بجهة الحسينية، والآخر قبلى البلد بقرب العيون، وذلك فى سنة ألف ومائتين وثلاث وثلاثين هلالية، وكان كل منهما عبارة عن حوش كبير يحيط به سور من البناء، وبه بعض سقائف، تظل قطعة من الأرض مبلطة بالحجر، ولم يكن بها مجار لتصفية الدم وغيره، ولا مياه لغسل ذلك، فكانت على غير قانون صحى، وكانت عفونتها تنتشر فى الجو إلى مسافات بعيدة، وتضر بالناس، فكثرت الشكوى من الأهالى، وطلب مجلس الصحة بناء مذبح مستوف لشروط الصحة، مثل الموجود من ذلك فى المدن الكبيرة، فلم يلتفت لذلك إلا فى زمن الحضرة الخديوية التوفيقية، وبأمرها بطلت المذابح القديمة، وتخلصت الناس من عفوناتها، وبنى المذبح الجديد بين العيون وزين العابدين على مقتضى رسم، عمل بمعرفة ديوان الأشغال العمومية مدة نظارتى عليه، وصدق على الرسم مجلس الصحة بعد امتحانه، والآن جار به الذبح لكافة البلد، ومرتب له حكيم، ومأمور وكاتبان وملاحظان وسقاء وخفير وخدمة، وبه وابور لنزح المياه المتراكمة فى المجارى
والمذبوح فى سنة سبع وثمانين فى كل شهر من أشهر السنة، هو كالآتى:
فى شهر فبراير: خمسة آلاف ومائتان وسبع وتسعون رأسا من الغنم، ومن الجاموس الكبير ستون رأسا، ومن الأثوار الكبار مائة وأربعة وسبعون ثورا، ومن العجول البقر اثنان وثمانون عجلا، ومن العجول الجاموس ثلثمائة وسبعة وثلاثون عجلا، ومن المعز أربعة رؤوس، ومن الجمال اثنان، ومن الخنازير واحد وستون خنزيرا، وذلك فى اثنى عشر يوما من الشهر.