ويقال له أيضا:«جامع الترجمان» وهو بخط باب البحر داخل درب التركمانى على يمين الداخل. ويقال له أيضا درب الترجمان، وبه ثمانية أعمدة من الرخام وخمسة من الزلط، منها عمود ذو ثمانية أضلاع على كل ضلع كتابة هورجليفية قديمة وعمود من الرخام الأحمر، ومحرابه مكسوّ أكثره بقطع الرخام الملون، وبه ضريح عليه قبة يقال له ضريح الأربعين، وبه بئر يخرج منها الماء بواسطة دولاب يسمى ساقية الرجل، وبالبئر طاقة بقرب الماء غير نافذة يقال إن ما بينها وبين الماء لا يزيد ولا ينقص فى جميع فصول السنة، وهو مقام الشعائر تحت نظر الشيخ أحمد المنوفى.
قال المقريزى: هذا الجامع بالمقس. وهو من الجوامع المليحة البناء أنشأه الأمير بدر الدين التركمانى، وكان ما حوله عامرا عمارة زائدة ثم تلاشى من وقت الغلاء زمن الأشرف شعبان بن حسين، وما برح حاله يختل إلى أن كانت الحوادث والمحن سنة ست وثمانمائة.
فخرب معظم ما هنالك، وفيه إلى اليوم بقايا عامرة.
[ترجمة الأمير بدر الدين التركمانى]
والتركمانى هو الأمير بدر الدين محمد بن الأمير فخر الدين عيسى التركمانى، كان شادا ثم ترقى فى الخدم حتى ولى الجيزة، وتقدم فى الدولة الناصرية فولى شاد الدواوين والدولة حينئذ/ليس فيها وزير، فاستقل بالتدبير مدة ثم رمى فيه فأخرجه الناصر محمد بن قلاوون من مصر، وعمل شاد الدواوين بطرابلس فأقام هناك سنيين ورجع إلى القاهرة بالشفاعة فولى كشف الوجه البحرى ثم أعطى إمرة الطبلخانات، وولى كل من ابنه وأخيه إمرة عشرة، وكان مهيبا صاحب حرمة باسطة وكلمة نافذة، ومات عن سعادة طائلة بالمقس سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وهو أمير انتهى. وهو الآن عامر.
[جامع التسترى]
ويعرف أيضا بجامع أبى الحسن، وهو داخل حارة الإفرنج بالموسكى. وهو مقام الشعائر وليس به آثار تدل على تاريخ إنشائه، وله أوقاف ومرصد له بالروزنامجة ثلاثة وستون قرشا، وشعائره مقامة بنظر على أفندى وبه ضريح التسترى.