يثيرون الفتن من المجاورين ليؤدّبهم وينفيهم، فمانعوا فى ذلك، ثم ذهبوا إلى محمد بك الدفتردار. - وهو الناظر على الجامع - فتلا فى القضية، وصالح إسماعيل بك وأجروا لهم الخبز بعد مشقة، وامتنع الشيخ من دخول الجامع أياما، وقرأ درسه بالصالحية، انتهى.
وقد خلف المترجم أربعة أولاد ذكورا، كلهم فضلاء نجباء أحدهم الذى تعين للتدريس فى محله بالأزهر، وصار شيخا على الجامع بعد أبيه، وهو العلامة اللوذعى والفهامة الألمعى شمس الدين السيد محمد. وأما الثلاثة الأخر فهم السيد أحمد، والسيد عبد الرحمن، والسيد مصطفى الذى تولى شيخا على الجامع الأزهر سنة بضع وثمانين ومائتين وألف، ثم عزل فى شوال سنة ١٢٨٧، وتولى بدله الشيخ محمد المهدى الحنفى.
[(ترجمة العلامة السيد مصطفى العروسى)]
وكان السيد مصطفى العروسى عالما فاضلا، أخذ عن أكابر عصره، حتى برع ودرس وأفاد وألّف، وأجاد، فمن مؤلفاته شرح على الرسالة القشيرية فى التصوّف، ورسالة سماها: كشف الغمة فى تقييد معانى أدعية سيد الأمة، نحو ثلاث كراريس. ورسالة فى الاكتساب سماها: القول الفصل فى مذهب ذوى الفضل، نحو كراسة، وشرحها برسالة أخرى سماها: كشف الغمة، ورسالة سماها: العقود الفرائد فى بيان معانى العقائد، فى خمس كراريس، ورسالة سماها: الفوائد المستحسنة فيما يتعلق بالبسملة والحمدلة/، فى نحو كراستين، وكتاب سماه: مسائل أحكام المفاكهات فى أنواع الفنون المتفرقات فى جزء ضخم، ورسالة سماها الهداية بالولاية فيما يتعلق بقوله تعالى ﴿وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ﴾ (١) الآية نحو كراسة، ورسالة سماها الأنوار البهية فى بيان أحقية مذهب الشافعية، وغير ذلك.