للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أسوار مدينة الإسكندرية]

قد استدل من البحث، الذى أجراه العالم الفاضل محمود بيك الفلكى (١)، على جدران السور القديم الذى كان لهذه المدينة، أن عرضه كان خمسة أمتار، وأنه كان مبنيا من قطع الحجارة والمونة المركبة من الجير والحمرة، وقد تتبع أثره من ابتداء برج السلسلة، الذى كان يسمى قديما (رأس لوشباس (٢)) إلى الحدرة، وطول هذه المسافة ٣٠٠٠ متر، وقد عثر بين ترعة المحمودية والتلول التى بجوارها على جملة نقط من السور/منحطة عن الأرض، بعضها ثلاثة أمتار وبعضها أربعة وبعضها خمسة.

وقد ظهر أن السور-من برج السلسلة إلى المينا الغربية-كان يتبع مسير الساحل، وشاهد هناك آثارا مغطاة بمترين وأكثر من الماء، وقد تتبع هذه الآثار، ورسم السور المذكور فى كل هذا الامتداد.

ويظهر من الخرطة التى حررها، أن السور القديم-من جهة رشيد-كان بعيدا عن السور الموجود الآن بنحو ١٦٠٠ متر، ومن جهة المحمودية بعضه بمائتى متر، وبعضه بأربعمائة، وكان من جهة البحر، بعضه يتبع اعوجاج الساحل، وكان أغلب الضلع الرابع منه مستقيما وبعيدا عن جامع الألف عمود، بنحو مائة متر.

وبناء على ذلك، وجد أن محيط السور مع الاعوجاج ١٥٨٠٠ متر، عدد الرؤوس الداخلة فى البحر التى إن أضيفت هذا المحيط ٦٠٠ متر، وبلغ فى هذا الرسم أعظم طول للمدينة ٥٠٩٠ مترا. وأما العرض فأصغره الذى من جهة النكروبولس (مدينة الأموات) قدره ١١٥٠ مترا، وأكبره ٢٢٥٠ مترا، وبين هذين البعدين كان تارة ١٤٠٠ متر، وتارة ١٥٦٠، وتارة ١٧٠٠.


(١) انظر الأعلام للزركلى، ج ٨، ص ٤٠ الطبعة الثانية.
وله رسالة عن الإسكندرية القديمة وضواحيها، ترجمة محمود صالح، الإسكندرية، دار نشر الثقافة ١٩٦٦.
(٢) الصحيح: رأس لوشياس-رأس لوخياس. Lochias - انظر: تاريخ مصر فى عصر البطالمة، ج ٢، ص ٢٨٤ - ٢٨٥.