وكان هذا المحل قديما مركز الديانة الوثنية والرومية، وكذلك الديانة العيسوية فيما بعد؛ فإنه بعد زوال عبادة أبيس، حدثت الديانة المسيحية فى كنيسة بنيت فى هذا الموضع، وكانت تسمى كنيسة (جان بابست).
ويستفاد مما قدمنا، أن الموضع القائم فيه عمود السوارى الآن، هو المحل الذى كان به السيرابيوم، والمحل الذى هو فيه هو محل القلعة وقرية رقودة، التى كانت فى زمن الفراعنة لإقامة الخفراء والعساكر.
ويستفاد منه-أيضا-أن العمود المذكور من أعمال الروم، وأن الجلسة التى تحته من أعمال المصريين. ولا بد أنه كان قبل وضع هذا العمود بهذا المحل مسلة أزيلت ووضع هو محلها، ويدل على ذلك وجود كتابة عليها مضمونها:(شامبليون اسم سباماتيك الثانى من فراعنة صا الحجر الغربية من النيل) فلا بد أن هذا الأثر نقل من عمارات هذه المدينة.
ويستفاد من كلام بعض المحققين، أن السيرابيوم كان فيه راهبات ورهبان لخدمة المقدسين، ووجد شرح بعض قضايا هؤلاء الرهبان على بعض البابيروس (١) المحفوظ الآن بخزانة الآثار، وعلم أنهم كانوا تحت رياسة أحد كهنة المصريين، ومن هنا علم أن الرهبانية التى ابتدعها العيسوية، كانت موجودة عند قدماء المصريين، وكانت إحدى هذه الدعاوى لبعض المقدونيين.
وكان من ضمن خدم السيرابيوم (منفيس) وفيها يشتكى من الرئيس ومعاملته السيئة له، بسبب أنه من الروم، وفى هذا دليل على احتقار الروم عند المصريين فى الأزمان القديمة، وكانت الكتبخانة التى حرقت فى زمن القيصر (سيزار) فى السيرابيوم أيضا، وكان بها نسخة بالعبرانى من التوراة، وفى هذا دليل على أن اليهود كانوا غير ممنوعين من دخولها.