وفى الجهة الشرقية البحرية من المدينة، على بعد ٣٠ أستادة، كانت (نيكوبوليس مدينة صغيرة. وكانت الواقعة التى بين (قيصر وأنتوان) هناك، وكان بها سرايات الأمراء، ومنازل الأعيان، والبساتين النضرة الفاخرة.
ومعنى كلمة نيكوبوليس: مدينة النصر، واستكشف بها فى هذه الأزمان معبد قريب من المحل المعروف عند الأهالى: بقصر قيصر، والغالب أنه من ضمن النيكوبوليس، وكان بعد هذه الناحية ناحية أخرى تسمى (بوكليس)، وكانت منازلها منها ما هو على البحر، ومنها ما هو على الخليج الحلو، وكانت محل تنزه وتفسح، وكان الخليج المذكور على يمين الخارج من باب كانوب، بناء على قول استرابون، وبساحل البحيرة الخليج الموصل إلى ناحية (شيديا)، وكانت على خليج إسكندرية المتصل بالنهر الأكبر وقبل أن يصل إلى مدينة كانوب يصل إلى ناحية بيلوزه، وهو محل قريب من إسكندرية ومن نيكوبوليس على شاطئ الخليج، وكان بها أيضا بساتين وحدائق ومحلات للنزهة، يذهب إليها أهل اللهو والفجور من رجال ونساء، ومحلها الآن على-ما حققه محمود بيك-جنينة بستزيه، والحضرة، وكان به كثير من الدكاكين والمضايف، وكان يوجد فيه دائما خلق كثيرون من أهالى إسكندرية بالليل والنهار، وكان فيه عدة أسواق وموالد سنوية يهرع إليها خلق كثيرون من جميع الجهات.
فلو أضفنا ضواحى إسكندرية إليها لوجدنا مساحة ذلك تبلغ ٢٥ كيلومترا مربعا، وهو ربع مساحة مدينة باريز الآن.
[مطلب فى بيان عدد أهالى إسكندرية]
لو فرض أن الأهالى كانت موزعة على أرض إسكندرية، كما هى موزعة فى أرض باريس، لوجدنا أن عدة الأهالى تنقص عن ٤٠٠٥٠٠ نفس، وهذا يحقق ما ذكره (ديودور) وغيره من أن أهلها فى زمن أغسطس كانوا ٣٠٠٠٠٠ من الأحرار، فبإضافة الأرقاء إليهم يكون ٥٠٠٠٠٠، إن لم يكن أكثر من ذلك.