وهذه القرية وإن كانت صغيرة، ولكن نشأ منها من أكابر الأمراء المرحوم ثاقب باشا - أحسن الله إليه - وهذا لقبه، وكان اسمه محمدا، وقد حضر إلى مصر صغيرا، ودخل بنفسه مدرسة المهندسخانة بالقلعة سنة ١٢٢٨ هجرية، وكان يقال له إذ ذاك محمد أفندى، وفى سنة ٣٣ عين لترعة المحمودية بمعية أحمد أفندى البارودى، وسليمان أفندى طاهر، والشيخ عبد الفتاح، وفى سنة ٣٦ ندب للمساحة فى الوجة القبلى مع يوسف أفندى الدهشورى، ومصطفى أفندى رستم أحد خوجات قصر العينى، برتبة صنف أول، بمرتب مائتين وخمسة وسبعين قرشا ديوانية، وفى سنة ٣٩ عين هو ويوسف أفندى الدهشورى مع الخواجة بيروتى باشمهندس جهة قبلى، لحفر فم اليوسفى. أى الفم الجديد الواقع قبلى دروط الشريف المتصل بالبحر المذكور فى جنوب قرية المنضرة، ويعرف بين الأهالى بفم الهورى، وبعضهم يسميه البيروتى، وهو فى جنوب الفم القديم الواقع فى شمال بنى يحيى، مارا فى بحرى دروط الشريف، وبين الفمين نحو ثلثمائة قصبة، والقصبة ثلاثة أمتار وخمسون جزءا من مائة من المتر، وهى التى انحط عليها/الرأى فى سنة ١٢٥٥ هجرية فى مجلس من المهندسين متشكل من ليتان بيك، وأدهم باشا، وبهجت أفندى، وأزهرى أفندى، وإبراهيم أفندى وهبى، ومحمد أفندى عبد الرحمن.
وكانت القصبة قبل ذلك مختلفة الطول، فكان منها ما طوله ثلاثة أمتار وخمسة وستون جزءا، وما هو أقل من ذلك، فصدرت مخاطبة من شريف باشا عليها أمر العزيز محمد على باشا فى هذا الصدد، فحصلت المذاكرة من المذكورين فى ذلك، وتم المجلس على جعل القصبة واحدة فى جميع الأقاليم، فحررت ثلاثة أمتار وخمسة