للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القلقشندى وأبو القاسم النويرى وابن قديد الرضى والحناوى، ولازم التقى الشمنى وسمع على الزين الزركشى وجوّد الخط على ابن الصائغ، وتقدم فى القراءات حتى لم يذكر إلا بها، وألف كتابا سماه «الجامع المفيد فى صناعة التجويد» وله أيضا «الجامع الأزهر المفيد لمفردات الأربعة عشر من صناعة الرسم والتجويد»، ودرس القراءات المؤيدة، وكذا درس فى العربية والفقه والصرف والحساب، وكل ذلك وهو يتجرع الفاقة ويقنع باليسير من رزيقات ومرتبات، وربما أحسن له بعض الأمراء، بل رتب له الدوادار الكبير فى كل شهر خمسة دنانير وقمحا فى كل سنة، ونزل بعده فى سعيد السعداء وبيبرس، وقبله فى البرقوقية الحنفية مع كونه شافعيا، وفى مرتب يسير بالجوالى، وتكلم فى نظر جامع ساروجا، وانصلح حاله يسيرا وطار اسمه بالفن، حتى أن النجم العقيلى لما ادعى أن ابن الشحنة عبد البر لا يحسن الفاتحة لم يتخلص إلا بإخباره السلطان حين قرأها عليه بحضرته بأنها تصح بها الصلاة، وعرض له رمد فقدح له فأبصر بواحدة، وعرض له فالج بقى منه فيه بقايا، وكان صافى الخاطر طارحا للتكلف، مع كدر المعيشة؛ إما بالفقر وإما بتنكيد زوجته وإما بهما، ولم يزل متعللا حتى مات فى ذى القعدة سنة أربع وتسعين وثمانمائة ودفن بحوش صوفية سعيد السعداء، أه.

[ترجمة الشيخ سالم السنهورى المالكى]

ومن علمائها أيضا العلامة الفاضل الشيخ سالم السنهورى، وقد ذكر ترجمته صاحب «خلاصة الأثر» فقال: هو سالم بن محمد عز الدين بن محمد ناصر الدين بن عز الدين بن ناصر الدين بن عز العرب أبى النجاء السنهورى المصرى المالكى، الإمام الكبير المحدث الحجة الثبت خاتمة الحفاظ، كان أجل أهل عصره من غير مدافع وهو مفتى المالكية ورئيسهم، وإليه الرحلة من الآفاق فى وقته، واجتمع فيه من العلوم مالم يجتمع فى غيره، مولده بسنهور وقدم إلى مصر وعمره إحدى عشرة سنة، وأخذ عن الإمام المسند النجم محمد ابن أحمد بن على بن أبى بكر الغيطى الإسكندرى صاحب «المعراج» وعن