كبيرة من المال، بحيث أن المرخمين أقاموا فى الشغل نحو أربع سنوات، خلاف من عداهم من أرباب باقى الأشغال، وخلاف ثمن الأدوات من الأخشاب وغيرها، وكان يتعاطى التجارة والشركة فى كثير من الأصناف، خلاف الإيراد الواسع الخاص به، وقد توفى إلى رحمة الله تعالى، وترك ولدين أحدهما الشيخ محمد عبد اللطيف، وهو باق إلى الآن.
[ترجمة الشيخ محمد العباسى المهدى]
والآخر العلامة الشيخ محمد العباسى الحنفى، وكان مفتى السادة الحنفية، وشيخ الجامع الأزهر، ولد بالإسكندرية سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، ولهم فيها أملاك وأقارب، وقرأ بعض القرآن بها، ثم قدم مصر سنة خمس وخمسين، وتمم حفظ القرآن بالجامع الأزهر، واشتغل بطلب العلم فى سنة ست وخمسين على فضلاء المشايخ، مثل الشيخ إبراهيم السقاء الشافعى، والشيخ خليل الرشيدى الحنفى، وفى سنة أربع وستين كان يحضر فى مقدمة مختصر السعد على الشيخ إبراهيم السقاء، وبينما هو فى حلقة الدرس، إذ حضر إليه رسول من لدن سر عسكر المفخم إبراهيم باشا، والد الخديوى إسماعيل باشا، يندبه بالحضور عند الباشا، فركب معه، وهو متفكر فى أمره؛ حتى وصل إليه، وقابله فأكرمه وبجله، وبعد استقراره فى مجلسه، قال له: بلغنى عنك ما سرنى من السّير الحميد، والرأى السديد، والفطنة والنباهة، فقد وليتك منصب الفتوى المصرية، وعزلت التميمى عنها، ثم خلع عليه خلعة وظيفة الفتوى، وقيل إن سبب توليته الفتوى أنه كان لأبيه، أو جده جامعة بقاضى مصر. عارف بيك، الذى تولّى الصدارة فيما بعد، فلما سافر المرحوم العزيز إبراهيم باشا إلى الأستانة، أوصاه ذلك الصدر بذرية الشيخ المهدى، وقال له: إن كان فيهم من يليق لمنصب أبيه فأقمه، فلما حضر إلى مصر أعطاه منصب الفتوى، وعقد مجلسا حضره حسن باشا المنسطرلى، والشيخ مصطفى العروسى ونحوهم، فاختاروا له الشيخ خليل الرشيدى؛ ليكون