للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى النبذة السنوية لمجلس مصر اللانبستيتو. أى المجلس العلمى، من ضمن ما قيل فى جلسة أغسطس سنة ١٨٧٤ ميلادية، أن (بولص أوروز) من تلامذة (ماراى أجستان) (ومارى جيزوم) لم يجد شيئا من الكتبخانة حين مروره بإسكندرية سنة ٤١٤ من الميلاد، يعنى قبل دخول سيدنا عمرو بلاد مصر بمائة وثلاثين سنة، فالظاهر أن القول بأن إحراق كتبخانة إسكندرية كان بأمر سيدنا عمر، محض افتراء اختلقته قسوس النصارى، فإنه قد حصل إحراقها مرارا قبل دخول الإسلام، والكتب القديمة الموروثة عن الأعصر الخالية، قد محتها أيدى النصارى.

[مطلب فى الكلام على الجامع المعروف بجامع الألف عمود]

ويقال له الجامع الأخضر، وجامع السبعين، كان الداخل من باب المدينة الغربى يشاهد الجامع المذكور عن يمينه، وكان موجودا بتمامه زمن دخول الفرنساوية، وكان يتعجب من كثرة أعمدته ونظامه، وكان شكله مربعا.

وإنما يسمى بجامع الألف عمود وجامع السبعين لأن الاثنين والسبعين حبرا الذين ترجموا التوراة من العبرية إلى الرومية، فى زمن بطليموس فليدانوس (١)، كانوا مقيمين به مدة الترجمة.

ولكن يظهر مما ذكره بعضهم: أن الترجمة كانت فى جزيرة رأس التين بإسكندرية، وظن بعضهم أنه من المبانى القديمة، وأنه كان قبل أن تجعله المسلمون جامعا، كنيسة من كنائس إسكندرية فى زمن قياصرة القسطنطينية، باسم الشهيد سان مارك، وكان بطريق إسكندرية يقيم بها. وقبل ذلك، فى زمن قياصرة روما، كان محكمة أو ديوانا.


(١) الصحيح «بطلميوس فيلادلفوس». انظر: تاريخ مصر فى عصر البطالمة، ج ٢. ص ١٦١.