اسم عثمان بن خديجة توفى سنة أربع وسبعين ومائة وألف، وعلى آخر اسم أيوب تابع قاسم أغا توفى سنة سبع وسبعين ومائة وألف. وعلى سوره مزاغل للمحاصرة، وأماكن صغيرة معقودة بعقود هندسية، وهناك كتابات بعضها بالقلم الكوفى وبعضها بالهيرجليفى، وأكثرها على مزغل مطل على وكالة البلح بباب النصر، وهناك آثار تشبه آثار قدماء المصريين، وبئر بقرب باب النصر فى غاية المتانة، وعلى حائطه الغربى بجوار باب الفتوح ثلاثة أسطر صورتها ما رسم به مالك السلطنة المعظم المعز العالى السيفى سودون من عرافة الجمال يأخذ عن كل حمل سبعة، ملعون من يأخذ أكثر من ذلك أو يجدد مظلمة فى أيام الدولة.
[جامع الحبشلى]
هذا الجامع بدرب سعادة على رأس عطفة النبوية تجاه سور سراى الأمير منصور باشا.
وهو مقام الشعائر، وبه منبر وخطبة وست أساطين من الرخام، وفى صحنه صهريج، وله منارة مرتفعة ومطهرة.
[جامع الحتو]
هذا الجامع بين باب النصر وحارة الجوانية تجاه وكالة الصابون. بناه السيد محمود بن السيد يوسف الحتو الغزى شيخ وكالة الصابون سنة ثمانين ومائتين وألف، وجعل به منبرا وخطبة، وجعله تام المرافق، وعمل به سبيلا ومكتبا، وكان قبل ذلك مدفنا فوقه زاوية صغيرة تعرف بزاوية الشهداء كانت تحت نظر أحمد الوقّاد.
وكان هذا المحل أولا يعرف بعين الغزال، وكان مخزنا لمن يتغلب بوضع اليد عليه، ثم أراد بعض كبار الذمم أن يجعله محلا للمنكرات فبادر السيد محمود المذكور إلى بنائه مسجدا بعد أن أخذ وظيفة نظره من ديوان الأوقاف.
ويظهر من عبارة المقريزى فى الكلام على الحجر التى كانت برسم الصبيان الحجرية، أن موضعه كان من حقوق المدارس التى أنشأها المعز لدين الله لتعليم الصبيان الحجرية، يعنى الغلمان المختصين بالخلفاء.
ولما بناه السيد محمود وقف عليه أوقافا جارية عليه إلى الآن، منها-كما فى حجة وقفيته-ثلاثة حواصل أسفل المسجد، ومنها المكان المعروف بالكبير كان أصله وكالة لعمل الأهوان بخط باب النصر داخل درب الرشيدى، ومكان آخر بالدرب المذكور، ومكان بعطفة المغازليين بقرب سوق أمير الجيوش، وحواصل بوكالة الصابون، وحانوت بسوق