وقال فى الثانى: هذه الخانقاه فى خط الصليبة خارج القاهرة تجاه جامع شيخو.
أنشأها الأمير شيخو العمرى سنة ست وخمسين وسبعمائة كان موضعها من جملة قطائع ابن طولون وكان مساكن فاشتراها شيخو وهدمها، فكانت مساحة أرضها تزيد عن فدان فاختط بها الخانقاه وحمامين وحوانيت يعلوها مساكن، ورتب بها دروسا فى المذاهب الأربعة ودرسا للحديث ودرسا لإقراء القرآن بالروايات السبع، وجعل لكل درس شيخا وطلبة وشرط عليهم حضور الدرس وحضور وظيفة التصوف، وأقام الشيخ أكمل الدين محمد بن محمود فى مشيخة الخانقاه ومدرس الحنفية وجعل إليه النظر فى أوقافها، وقرر فى تدريس الشافعية الشيخ بهاء الدين أحمد بن على السبكى، وفى تدريس المالكية الشيخ خليل وهو متجند الشكل (وهو صاحب المختصر/المشهور عند المالكية بمتن خليل)، وفى تدريس الحنابلة قاضى القضاة موفق الدين الحنبلى.
ورتب للطلبة فى اليوم الطعام واللحم والخبز وفى الشهر الحلوى والزيت والصابون.
ووقف عليها الأوقاف الجليلة فعظم قدرها واشتهر فى الأقطار ذكرها، وتخرج بها كثير من أهل العلم وأربت فى العمارة على كل وقف فى ديار مصر.
ولما حدثت المحن كان بها مبلغ كبير من المال الذى فاض عن مصروفها؛ فأخذه الملك الناصر فرج وأخذت أحوالها تتناقص حتى صار المعلوم يتأخر صرفه لأرباب الوظائف بها عدة أشهر وهى إلى اليوم على ذلك، انتهى.
[ترجمة شيخو]
وقال فى ترجمة شيخو: الأمير الكبير سيف الدين شيخو أحد مماليك الناصر محمد بن قلاوون حظى عند الملك المظفر حاجى بن محمد بن قلاوون، وزادت وجاهته حتى شفع فى الأمراء وأخرجهم من سجن الاسكندرية، ثم انه استقر فى أول دولة الملك الناصر حسن أحد. أمراء المشورة، وفى آخر الأمر كانت القصص تقرأ عليه بحضرة السلطان فى أيام الخدمة وصار زمام الدولة بيده.
ثم فى سنة إحدى وخمسين وسبعمائة تولى نيابة طرابلس، فلما وصل إلى دمشق أظهر مرسوم السلطان بإقامته فى نيابة دمشق على أقطاع الأمير بيلبك السالمى، وبتجهيز بيلبك إلى القاهرة، فخرج بيلبك من دمشق وأقام شيخو على أقطاعه بها، فما وصل بيلبك إلى القاهرة إلا وقد وصل إلى دمشق مرسوم بإمساك شيخو وتجهيزه إلى السلطان وتقييد مماليكه واعتقالهم بقلعة دمشق فأمسك وجهز مقيدا. فلما وصل إلى قطيا توجهوا به إلى