حنفية، وأقيمت شعائرها من طرف الأوقاف للآن. وبداخلها قبر يعرف بقبر الست ملكة، وآخر يعرف بالشيخ عبد الله الذى عرفت هذه الزاوية باسمه، ويعمل لهما ليلة كل سنة مع مولد المضفر والسيدة نفيسة ﵂. وكان أصل هذه الزاوية مدرسة تعرف بالمدرسة الطغجية أنشأها الأمير سيف الدين طغجى الأشرفى، أحد مماليك الملك الأشرف خليل بن قلاوون، ولما قتل دفن بها. (انتهى من المقريزى). (قلت): والقبر الموجود الآن بها المسمى عند العامة بالشيخ عبد الله هو قبر الأمير طغجى المذكور، وقد ذكرنا ترجمته عند الكلام على زاوية الشيخ عبد الله، فانظرها هناك.
وهذا وصف جهة اليسار من شارع الحلمية المذكور. وأما جهة اليمين فبأولها:
عطفة مراد بيك
عطفة مراد بيك بداخلها زقاقان؛ أحدهما ليس بنافذ، والآخر يتصل بشارع محمد على. وهذه العطفة من الأزقة القديمة التى ذكرها المقريزى فى ترجمة حمام الدود حيث قال:
هذه الحمّام خارج باب زويلة فى الشارع تجاه زقاق خان حلب بجوار حوض ابن هنس، ثم قال عند الكلام على الحارات: حارة حلب هى خارج باب زويلة تعرف اليوم بزقاق حلب، وكانت قديما من جملة مساكن الأجناد (انتهى). (قلت): وللآن باق اسم حمّام الدود للحمّام الموجود بهذه الخطة. وفى سنة اثنتى عشرة وتسعمائة كانت فى ملك السلطان قايتباى، ومذكور فى حجته أن زقاق حلب تجاهها بجوار حوض ابن هنس بالقرب من المسمط.
(انتهى).
(أقول): ويعلم من هذا أن عطفة مراد بيك هى زقاق حلب لأنها تجاه الحمّام المذكور، وكان بقربها المسمط.
[حوض ابن هنس]
وأما حوض ابن هنس فهو - كما فى المقريزى - حوض كان بهذه الخطة ترده الدواب وينقل إليه الماء من بئر هناك، وصارت هذه الخطة تعرف به، وهى تلى حارة حلب (قلت): وموضعها الآن من عطفة مراد بيك إلى عطفة الغسّالة التى بآخر ميدان الحلمية، فهذه المسافة كانت تعرف أوّلا بخط حوض ابن هنس. وهذا الحوض وقف الأمير سعد الدين مسعود ابن الأمير بدر الدين بن هنس بن عبد الله - أحد الحجّاب الخاص فى أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب - فى سنة سبع وأربعين وستمائة، وعمل بأعلاه مسجدا معلقا، وساقية ماء