[ذكر بعض مصنوعات الملوك المتقدم ذكرهم وطرف من ترتيباتهم وعوائدهم وغيرها]
ويحسن بنا قبل الكلام على ما آل إليه أمر مصر بعد تبعيتها للدولة العلية العثمانية أن نذكر بالإيجاز بعض مصنوعات الملوك المتقدم ذكرهم، وطرفا من ترتيباتهم وعوائدهم، وما حصل من التغيرات فى المبانى وغيرها، ليقاس الحاضر على الماضى، فنقول:
لم تمكث دولة الأكراد أكثر من إحدى وثمانين سنة وسبعة عشر يوما، وقام من بعدهم الأتراك، وعقبهم مماليكهم، ومماليك مماليكهم، ومنهم دولتا البحرية والبرجية، أقاموا فى الملك مائتين وسبعة وخمسين سنة وسبعة أشهر وتسعة أيام. فمدة الجميع - من حين زوال دولة الفاطميين إلى انقضاء دولة المماليك - ثلثمائة وثمانية وثلاثون سنة وسبعة شهور وستة وعشرون يوما.
[[إبطال مذاهب الشيعة]]
ومن وقت أن جلس السلطان صلاح الدين الأيوبى أخذ يغيّر عوائد الفاطميين. فكان أول شئ أجراه من ذلك إبطال مذاهب الشيعة، وعزل قضاتهم، وترك رسومهم، وإجراء الخطبة باسم الخليفة العباسى. وشرع فى إقامة السنة، وإماتة البدعة، وتعزيز الشريعة، واستحوذ على أملاك الفاطميين، وفرّق أملاك أمرائهم على أمراء الأكراد، واستبدل العسكر؛ فبعد أن كان الجند من العرب والعبيد والأرمن والترك، صار جميعه من الجركس والروم، والأكراد والتركمان، ثم تغير من بعد الأيوبية، حتى صار غالبه من مماليك الشراء.
[[جلب المماليك ونظم تربيتهم وإعاشتهم]]
ولما كثرت الوقائع بالمشرق بين التتر ومن جاورهم، وبيع الكثير من الأسرى، وتنقلوا فى الأقطار، اشترى الصالح نجم الدين منهم جماعة، وسمّاهم بالبحرية، فترقى الكثير