[فصل فى الصور والكتابة التى كانت ترسم وتنقش على النقود الإسلامية وغيرها وفى أول من ضرب النقود فى الإسلام وفى كيفية نقش التاريخ]
قال العالم (سبورت) فى كتابه المتعلق بالنقود المشرقية: «اتفق العلماء من الإفرنج وغيرهم على أن النقود قبل الإسلام - وكذا بعده - كان يرسم عليها صور الآدميين أو غيرهم، ويكتب عليها أسماء الملوك ونحوهم. وفى زمن النبى ﷺ كان التعامل بهذه النقود التى كانت من قبل وعليها الصور، وكذا فى زمن أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب/﵄، ولم يكن للمسلمين إذ ذاك سكة مخصوصة وبقوا أزمانا يستعملون سكك البلاد التى فتحها الله عليهم، فإن فتوحات خلفاء الرسول ﷺ قد اتسعت حتى استولوا على بلاد العرب والشأم والعجم ومصر، ودخل تحت أيديهم جميع بلاد المشرق وجزء عظيم من بلاد أوربا، فكانوا يستعملون نقود العجم ونقود الروم. ثم بعد ذلك ضربوا نقودا تشبه نقود البلاد التى استولوا عليها بتغيير قليل يدل على انتسابها للمسلمين. وقد عثر علي كثير من هذه النقود وعليها بالكتابة الفهلوية أسماء من حكموا فى بلاد الفرس من ولاة المسلمين فى العشرات الأول من الهجرة. وكذا وجدت نقود بأسماء عمال الخلفاء فى بلاد الشام وإفريقية ولها شبه قام بمعاملة الروم وعلى أحد وجهيها صور سلاطين الروم - مثل هرقليوس وغيره - وفى الوجه الآخر صورة ميم فرنساوى - هكذا -) M (واسم محل ضربها بالكتابة العربية وكلمة أخرى بالعربى أيضا تفيد صلاحيتها للاستعمال، فاجتماع الكتابة الرومية والعربية يدل على استعمالها عند الفريقين.