وأما بركة قرموط فمن ضمنها الآن بيت على باشا شريف وصادق بيك وابن مظلوم باشا وبيت ثابت باشا القديم المعروف ببيت الجربان وما جاوره من الجهة البحرية والشرقية من المنازل وغيرها، وكانت تنتهى إلى الشارع المستجد المارّ قبلى اللوقاندة، وتمتد على خط مستقيم إلى شارع مصر العتيقة، وقد زالت هذه البركة فى زماننا هذا ولم يبق لها أثر بالكلية.
وكان بمصر وقت دخول الفرنساوية ثلاث برك بحرى خط المدابغ:
إحداها تعرف ببركة الدم، وهى أصغرها، كان طولها مائة متر فى عرض خمسين، ومحلها الآن الأرض التى تجاه بيت محمود خليل، وكانت مصرفا لجميع مياه المدابغ والقاذورات
ثانيها: بركة الصابر، وكانت بجوار الأولى، وكان طولها مائة وخمسين مترا، وعرضها المتوسط مائة وعشرين مترا.
ثالثها: بركة الفوّالة، وهى التى كانت تعرف ببركة قرموط، وكانت أكبر الثلاثة، طولها ثلثمائة متر، وعرضها المتوسط مائة متر، وذكر المقريزى أنها كانت من ضمن بستان ابن ثعلب، فلما حفر الملك الناصر محمد بن قلاوون الخليج الناصرى من موردة البلاط، رمى ما خرج من الطين فى هذه البركة وبنى الناس الدور على الخليج، فصارت البركة من ورائها، وعرفت تلك الخطة كلها ببركة قرموط، وأدركنا بها ديارا جليلة، ثم قال: وأكثر من كان يسكنها الكتّاب، مسلموهم ونصاراهم، المترفون أولو النعمة. وفى حوادث سنة ست وثلثمائة خربت منازلها وبيعت أنقاضها وصارت موحشة، وبقى حولها بساتين خراب.
وقرموط هذا هو أمين الدين قرموط مستوفى الخزانة السلطانية، وذكر المقريزى أيضا فى الجوامع جامع ابن المغربى فقال: هذا الجامع بقرب بركة قرموط مطل على الخليج الناصرى أنشأه صلاح الدين يوسف بن المغربى-رئيس الأطباء بديار مصر-وبنى بجانبه قبة دفن فيها، وقد ذكرناه فى الجوامع من هذا الكتاب، وهو الآن مجعول تكية بها بعض دراويش، والقبر الذى هناك هو قبر ابن المغربى المذكور، وإلى الآن يعرف بهذا الاسم، وهذه التكية بآخر الشارع القريب من شارع مصر العتيقة.