من الغنم وستمائة أردب من الشعير غير التقاديم من الخيل والجمال، ونحو عشرة آلاف دينار، كل ذلك خصصه العرب على بلاد الشرقية. ثم إن عرب السوالم تحولوا إلى الصالحية فنهبوها وأحرقوا ما حولها من الضياع وأفرطوا فى التخريب حتى حصل منهم الضرر الشامل لتلك الجهات.
فلما رأى ملك الأمراء اتساع الأمر بادر إلى استدراكه فخلع على أخى نجم وقرره شيخا على العائذ وأنزله من يومه إلى الشرقية وأرسل معه تجريدة، وكان كاشف الشرقية قد حاصرته العرب ببلبيس ولم يكترثوا بتلك التجريدة وانتشروا فى البلاد بالسلب والنهب إلى المطرية وقبة العادل وصاروا يهجمون على القاهرة وينهبون أموال التجار من الدكاكين والخانات، ولم يجد ملك الأمراء بدّا من الصلح فصالحهم وجعل منهم مشايخ بدل الذين ماتوا وخلع عليهم وانحسمت تلك الفتنة. انتهى.
وكانت مرصفى فى السابق متسعة فلما أخذ العزيز المرحوم محمد على فى إصلاح الأرض وحصرها صغرت حدودها وزاد زمامها نحو النصف فمنه: ما أنعم به على الأمراء، ومنه ما كان/على أهل البلد كما حصل مثل ذلك فى كثير من بلاد مصر.
ثم إن لأهل هذه البلدة اعتناء زائد بتعليم أولادهم القراءة والكتابة فيعلمونهم فى المكتب، ثم يلحق كثير منهم بالأزهر، فلذا نشأ منها من العلماء من له التآليف المفيدة، وظهر منها أولياء أصحاب كرامات بكثرة كالشيخ سليمان الحجاجى، والشيخ هلول، والسيد راجح، وسيدى على الصياد، والشيخ نور الدين خليل المدفون بقرافة مصر بقرب قبر السيدة عائشة ﵂.
[ترجمة سيدى على المرصفى]
ومن أجلهم ابنه الشيخ على خليل نور الدين وقد ترجمه الشعرانى فى طبقاته فقال: كان من الأئمة الراسخين فى العلم وله المؤلفات النافعة فى