الحوادث فى مبدأ الأمر، إذ كانت المماليك مستولية على القطر بصورة غير مرضية، وكان الفساد قائما فى جميع بلاد القطر، بالقتل والنهب وقطع الطريق، وغير ذلك، مما أوجب اضمحلال الديار المصرية، وجه همته العلية إلى ذلك كله، وأعمل فكرته وبذل جده واجتهاده فيما يزيل به تلك الحوادث: فمنها ما استعمل فيه الرفق واللين، ومنها ما استعمل فيه بذل الأموال، ومنها ما استعمل فيه القهر والغلبة والسيف، حتى تمكن من جميع أغراضه، وأمن البلاد وخلص العباد من ربقة الإسترقاق، وأجلى المماليك بالكلية من الديار المصرية:
فمنهم من قتل، ومنهم من أخرج منها حيا، ومنهم من أبقاه بها ضعيفا ذليلا.
[مطلب القوة العسكرية]
واحتفل من يومئذ بجلب شبان الأهالى من جميع بلاد القطر، ورتبهم عساكر حربية بحرية وبرية، وجعلهم أصنافا مختلفة، بتنظيمات وتعليمات مفيدة.
وهكذا لم يزل الأمر آخذا فى الازدياد حتى بلغت العساكر البرية المصرية سنة ١٨٣٩ ميلادية هكذا: