هذا الجسر كان الطريق الموصل بين جزيرة رأس التين والمدينة، وكلمة هيبتاستاد مركبة من كلمتين: هيبتا التى معناها ٧، وأستاد (١) التى معناها غلوة، فعلم من ذلك أن هذا الجسر كان طوله سبع غلوات.
وذكر (استرابون) أن هذا الجسر كان متجها نحو النهاية الغربية من جزيرة رأس التين.
وكان به فتحتان لدخول المراكب من المينا الشرقية إلى المينا الغربية، وكان طريقا لمجرى ماء النيل إلى الجزيرة (وجول سيزار قيصر) قدرها ٩٠٠ خطوة، وجعل (هيروتوس) هذا الطول ٨٠٠ خطوة فقط، وذكر أنه كان عند كل فتحة طابيتان: طابية من جهة البلد، والأخرى من جهة الجزيرة.
وقد عين محمود بيك فى البحث الذى أجراه على آثار المدينة القديمة، أن محل الطابية التى كانت فى جهة البلد: كوم النادورة، وأما الطابية الأخرى فمحلها الآن حمام صفر باشا، وقد هجر هذا الجسر من زمن مديد، وردم بعضه وبنيت فوقه منازل كثيرة، وهى ما بين كوم النادورة وحمام صفر باشا، وكذلك ردم جزء من المينا القديمة وبنى فوقه منازل أيضا، وبالاطلاع على خرطة إسكندرية يعلم قدر المردوم منها.
[المينا الشرقية]
هذه المينا هى التى كانت مشهورة فى الأيام العتيقة، ويسميها الإسكندرانيون-الآن- بالمينا الجديدة، وكان يسميها من قبلهم (مانيوس بورتوس) المينا الكبيرة، وكان مدخلها ضيقا وبه شعوب وصخور كثيرة، منها ما يظهر على سطح الماء، ومنها ما هو مغطى به، وكان فى داخلها سرايات كثيرة للملوك، بعضها مبنى على الصخور الطبيعية، وبعضها بنى فوق صخور حادثة، وكان ساحلها من ابتداء برج السلسلة، إلى آخر السبع غلوات، مزينا بالسرايات الفاخرة، والمبانى البهجة والعمارات الميرية.
(١) ستاديا، Stadia مفردها ٦١٠ - Stadion قدم أو ١٨٥،٩ متر. و ٧ ستاديا حوالى ١٣٠٠ متر. انظر: تاريخ مصر فى عصر البطالمة، ج ٢، ص ٢٨٤،٢٨١.