وعبارة (أميروس) تفيد أن مينا إسكندرية، كانت مطروقة قبل وفود إسكندر على أرض مصر، وكان فيها كثير من الصهاريج ومجارى المياه، وكانت السفن تأخذ مياهها منها.
ولا بعد فى ذلك؛ لأنه لا يعقل وجود مدينة بدون وجود ماء، وتردد السفن على المينا يقضى بوجود المنار لهدايتها، فحينئذ لا يبعد كونها من مبانى الفراعنة.
وفى كتاب (جسكى) أن جزيرة فاروس كانت معلومة قبل بناء إسكندرية بستة قرون، وذكرها (أميروس) بهذا الاسم، ولا بد أنه مأخوذ من اسم المنار، لأن فاروس بالرومية معناها: محل النور.
واتفق جميع المؤرخين على أن رقودة سابقة على إسكندرية، وأنها من مدة الفراعنة، وكانت بلدا تجارية وحوصرت مرارا بسكان سواحل البحر، وكان-قبل الآن بثلاثين قرنا.
يمر بها الصوريون، والكنعانيون، وكثير من سكان جزائر البحر، فلا بد أنه كان فى المينا شئ يهتدى به، وليس ثم غير المنار ونوره، ولا بد أنه كان فى مينا رقودة كما كان فى غيرها، وأن الجزيرة استعارت اسمها منه لا أنه استعار اسمه منها.
وفى كتاب (مانى) الفرنساوى: أنه فى زمنه-يعنى سنة ١٧٣٠ ميلادية-كان لا يوجد لمنار إسكندرية أثر بالكلية، وكان محله قلعة صغيرة فيها برج صغير من مبانى المسلمين، وكان هو المستعمل فى هداية المراكب القادمة على إسكندرية.
ولما دخل الفرنساوية مصر، كان محل المنار سورا، والقلعة فى جزء صغير منه، وكان السور فى محل أصغر من المحل/الذى كانت به المنارة القديمة، كما كان يظهر ذلك من الآثار، ويظهر أنه كان هناك جامع، وكانت تسمى هذه القلعة عند الإفرنج القاريون.
ومن ضمن ما وجد محل المنارة، حيضان قديمة من الرخام، وعواميد، وبعض أسلحة، وجلل من الحجر، وغير ذلك.