للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر قلاوبوس يوسف فى وصف فزائل (١) بمدينة القدس، الذى ارتفاعه ٥٠ ذراعا، وضلع مربع قاعدته ٤٠ ذراعا، أن شكل هذه المنارة يشابه شكل منار إسكندرية.

وذكر فى مواضع أخر: أن نور منار إسكندرية يرى فى البحر على بعد ٣٠٠ أستادة.

فيعلم من جميع ما تقدم: أن محل المنارة هو برج قائد بيك، وأنه المنارة المذكورة قديما، وربما كان سابقا على البطالسة، وأنه من بناء الفراعنة، وأجرى به الروم عمارات وزيادات، وكان فى غاية الارتفاع لأجل مشاهدة المراكب من بعد بعيد جدا عن المدينة، حتى يتمكن أهلها من الاستعداد لمقابلة العدوّ.

وفى خطط الفرنساوية فى صحيفة ٢٢٥: أن أحد شراح لوسيان، ذكر أنها مشابهة لأهرام مصر، وأن طول ضلعها أستادة.

فإن صح ذلك، لزم أن تكون الجزيرة فى الأيام السابقة أكبر مما هى عليه الآن بكثير.

وذكر مؤرخ النوبة: أن ارتفاعه ٣٠٠ ذراع، وعلى كل حال، فليست أقل من مائة أو مائة وعشرين مترا، وإلا لما ظهرت من بعد ٣٠٠ أستادة، يعنى قريبا من ٤٠٠٠ متر.

والمنار الجديد الذى بنى زمن العزيز محمد على باشا، فى غربى رأس التين من جهة البحر، يرى فى البحر من بعد ١٣٤٠٠٠ متر، مع أن ارتفاعه عن سطح البحر الملح لا يزيد عن ٦٥ مترا، وفى خطط الفرنساوية ما يدل على أن المنارة المذكورة كانت من أعظم المبانى، لأن (بلين) قال: إن تكاليفها بلغت ٨٠٠ تالان، يعنى ١٢٠٠٠٠ بنتو، وهذا التالان هو تالان أتينه؛ وقيمته ١٠٠٠ ايكو فرنساوى، لأن الرومانيين كانت تستعمله، ولو أراد التالان الإسكندرانى لبلغت التكاليف الضعف تقريبا.


(١) يعنى: برج فازائيل / Phazal وهو من الآثار اليهودية بالقدس.
انظر رسالة محمود الفلكى عن الإسكندرية وضواحيها، ص ٩٦،٩٥.