وتبر هذا أحد الأمراء فى أيام كافور الإخشيد، حارب جوهر القائد بجماعة من الكافورية والإخشيدية فانهزم إلى أسفل الأرض فبعث جوهر يستعطفه فلم يجب، فسير إليه عسكرا حاربه بناحية صهرجت فانكسر، وصار إلى مدينة صور فقبض عليه بها، وأدخل إلى القاهرة على فيل فسجن وضرب بالسياط وقبضت أمواله وحبس عدة من أصحابه بالمطبق فى القيود فجرح نفسه وأقام أياما مريضا، ومات سنة ستين وثلثمائة فسلخ بعد موته وصلب عند كرسى الجبل.
وقال ابن عبد الظاهر: أنه حشى جلده تبنا فربما سمّت العامة مسجده بذلك كما ذكرنا. وقيل: أن تبرا هذا خادم الدولة المصرية، وقبره بالمسجد المذكور وهذا وهم، وإنما هو تبر الإخشيدى اه. والآن هو زاوية لطيفة عامرة، وبها قبة حسنة على ضريح الشيخ التبرى، وصهريج فوقه سبيل ويتبعها جنينة يحيط بها سور عليه درابزين من حديد، وخلف جميع ذلك دورة مياه، وكل ذلك من إنشاء ذات العصمة شفق نور والدة حضرة الخديوى المفخم محمد باشا توفيق، وذلك فى سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، كما هو منقوش فى لوح رخام على واجهة بابها حفرا مذهبا فى ضمن أبيات هى:
زها طالع الأنوار فى مسجد البر … به البطل التبرىّ فى قبة السر
لقد أنشأته شفق نور وحبّذا … بها حرم المولى الخديوى ذى القدر
بوالدة التوفيق أنعم مؤرخا … أمدّ أساس النور فى مسجد التبرى
وقد أزالت ما كان هناك من الآثار القديمة، وأنشأت هذه الزاوية إنشاء حسنا، ورتبت لها خدما وجلبت لها ماء النيل من الترعة الإسماعيلية بواسطة المواسير، ولما تم بناؤها عملت بها ليلة حافلة اشتملت على أذكار وتلاوة قرآن ودلائل الخيرات، ومد بها سماط واسع