وأن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن الجمال أبى محمد القاهرى الحنبلى المعروف بابن هشام مات فى صفر سنة خمس وخمسين وثمانمائة، ودفن عند أبيه وجده بتربة سعيد السعداء، وكان خيرا ملازما للجماعات، مديما للمطالعة بارعا فى العربية، أخذ عن المحب ابن نصر الله، وعن البرهان بن حجاج الأبناسى، وعن الونائى، والقاياتى وغيرهم، واستنابه المحب فى القضاء، ثم استقر فى تدريس الحنابلة بالفخرية بين السورين، وفى إفتاء دار العدل بعد الشرف بن البدر قاضى الحنابلة، وصار أحد أعيان مذهبه فأخذ عنه الفضلاء-خصوصا فى العربية-وكان فصيحا مقداما. محمودا فى قضائه وديانته مع علو الهمة وسلامة الصدر، وقد حج مرتين وزار بيت المقدس ودخل الشام وغيرها رحمه الله تعالى.
[ترجمة محمد المعروف بابن الطرابلسى]
وأن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن أبى بكر ظهير الدين أبو الطيب بن الأمين ابن الشمس القاهرى الحنفى المعروف بابن الطرابلسى مات يوم الجمعة سادس شعبان سنة ستين وثمانمائة، ودفن من الغد بحوش سعيد السعداء، وكان متصفا بالحشمة والكرم والهمة بحيث عد من أعيان الناس. أخذ عن الشرف بن الكويك، والجمال الحنبلى، وأبى الحسن الفورى، والشهاب الجوهرى، بعد ما حفظ المختار والمنار والمغنى فى الأصول والحاجبية، واشتغل يسيرا على السراج قارئ الهداية، والشمس بن الديرى وغيرهما، ثم استقر فى تدريس جامع ابن طولون، وفى إفتاء دار العدل، وناب فى القضاء، وحج مرارا وفى آخر مرة اعترته هناك أمراض فبادر إلى المجئ فى البحر، ثم دامت به إلى أن مات رحمه الله تعالى.
[ترجمة ابن النبيه]
وأن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن حسن بن على بن فتح الدين ابن أبى عبد الله بن نبيه الدين القاهرى الشافعى/الشاذلى المعروف بابن النبيه مات فى رجب سنة اثنتين وستين وثمانمائة، ودفن بحوش سعيد السعداء، وكان عالما ورعا، أخذ عن الشهاب الصاروجى الحنبلى، والشمس البرماوى، والهيتمى، والبلقينى، والملقن، والإبناسى، والدميرى وغيرهم. وعانى التوقيع ففاق فيه صناعة وكتابة، وكثرت أتباعه فيه، وتردد