للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ترجمة والد الشيخ الجبرتى]

وقد ترجم (١) الجبرتى قبل ذلك والده: بأنه الإمام العلامة، والنحرير الفهامة، حامل لواء العلوم على كاهل فضله، ومحرر دقائق المنطوق والمفهوم بتحريره ونقله، من تكحلت بمداده عيون الفنون وتشنفت المسامع بما عنه روى الراوون، وارتفع من حضيض التقليد إلى نور الفضائل وسابق فى حلبة العلوم، فحاز قصب الفواضل، الروض النضير الذى ليس له فى سائر العلوم نظير، وهو فى فقه النعمان.

الجامع الكبير عمدة الأنام وفيلسوف الإسلام سيدى ووالدى بدر الملة والدين أبى التدانى حسن بن برهان الدين إبراهيم ابن الشيخ العلامة حسن ابن الشيخ نور الدين على ابن الولى الصالح شمس الدين محمد ابن الشيخ زين الدين عبد الرحمن الزيلعى الجبرتى العقيلى الحنفى المتوفى سنة ثمان وثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى.

ثم قال: والشيخ عبد الرحمن وهو الجد السابع لجامعه وإليه ينتهى علمنا بالأجداد، هو الذى ارتحل من بلاده ووصل إلينا خبره سلفا عن خلف إلى جدة وانتقل إلى مكة فجاور بها وحج مرارا وجاور بالمدينة المنوّرة سنتين وحضر إلى مصر من طريق القلزم وجاور بالأزهر فى الرواق، واجتهد فى التحصيل وتولى شيخا على الرواق وكذلك/ابنه من بعده الشيخ شمس الدين محمد، وكان على غاية من الصلاح وملازمة الجماعة ولا يبيت عند عيالة إلا ليلة أو ليلتين فى الجمعة وباقى الليالى بالرواق للمطالعة على السهارة والتهجد آخر الليل، ومات


(١) انظر ترجمة كاملة فى عجائب الآثار للجبرتى ١/ ٣٨٩ ط الشرفية القاهرة.