الآدر والطاحون وغيرها، وظاهره تجاه رأس حارة برجوان: يفصل بينه وبين حارة برجوان الحوانيت التى تقابل باب الحارة.
ومن جملة المنحر الساحة العظيمة التى عملت لها خوند بركة - أم السلطان الملك الأشرف شعبان بن حسين - البوابة العظيمة بخط الركن المخلق، بجوار قيسارية الجلود التى عمل فيها حوانيت الأساكفة. (انتهى).
(قلت): وخط الركن المخلق هو شارع وكالة التفاح الآن. وأما الركن المخلق فهو الركن الذى عن يمين الداخل من معبد موسى ﵇ المعروف اليوم بزاوية سيدنا موسى.
ثم قال المقريزى: وكان الخليفة إذا صلى صلاة عيد النحر وخطب ينحر بالمصلى، ثم يأتى المنحر المذكور وخلفه المؤذنون يجهرون بالتكبير، ويرفعون أصواتهم كلما نحر الخليفة شيئا، وتكون الحربة فى يد قاضى القضاة وهو بجانب الخليفة ليناوله إياها إذا نحر. وأول من سن منهم إعطاء الضحايا وتفرقتها فى أولياء الدولة على قدر رتبهم العزيز بالله نزار.
وقال أيضا: وفى التاسع من ذى الحجة سنة ست عشرة وخمسمائة جلس الخليفة الآمر بأحكام الله على سرير الملك، وحضر الوزير وأولاده، وقاموا بما يجب من السلام، واستفتح المقرئون، وتقدم حامل المظلة وعرض ما جرت به عادته من المظال الخمسة التى جميعها مذهّب، وسلم الأمراء على طبقاتهم، وختم المقرئون، وعرضت الدواب جميعها والعماريات والوحوش وعاد الخليفة إلى محله، فلما أسفر الصبح خرج الخليفة وسلم على من جرت عادته بالسلام عليه، ولم يخرج بشئ عما جرت به العادة فى الركوب والعود. وغيّر الخليفة ثيابه، ولبس ما يختص بالمنحر، وهو البدلة الحمراء بالمشدة التى تسمى بشدة الوقار، والعلم الجوهر فى وجهه بغير قضيب ملك فى يده إلى أن دخل المنحر، وفرشت الملاءة الديبقى الحمراء، وثلاث بطائن مصبوغة حمر ليتقى بها الدم مع كون كل من الجزارين بيده مكبة صفصاف مدهونة يلقى بها الدم عن الملاءة، وكبّر المؤذنون، ونحر الخليفة أربعا وثلاثين ناقة وقصد المسجد الذى آخر صف المنحر، وهو مغلق بالشروب والفاكهة المعبأة فيه بمقدار ما غسل يديه، ثم ركب من فوره.
[بيان ما كان ينحره الخليفة خاصة]
وجملة ما نحره وذبحه الخليفة خاصة فى المنحر، وباب الساباط دون الأجل الوزير المأمون وأولاده وإخوته فى ثلاثة الأيام ما عدته ألف وتسعمائة وستة وأربعون رأسا. تفصيله: نوق مائة وثلاث عشرة ناقة نحر منها فى المصلى عقيب الخطبة ناقة، وهى التى تهدى وتطلب من