القديس أنطونيوس، وأقيم بطريركا فى ١٢ برمهات سنة ١٣٩٢ الموافقة سنة ١٦٧٦ فى عهد السلطان محمد خان المذكور، واستمر فى البطريركية اثنتين وأربعين سنة وثلاثة أشهر، وفى أثناء مدته طاف الوجه القبلى والبحرى متفقدا أحوال المسيحيين وزار القدس، وكان فى صحبته رجل من أكابر النصارى يدعى جرجيسا الطوخى، وقد ساعده هذا الرجل فى عمارة ما دثر من الكنائس والأديرة وخصوصا دير القديس بولا الذى كان تخرب من أعوام مديدة فعمره هذا البطريرك وأعاد إليه الرهبان بعد أن بقى خاليا منهم مائة سنة، وبنى دار البطريركية (وتسمى قلاية أيضا) فى حارة الروم. وكان هذا البطريرك ممدوح الخصال محسنا إلى الفقراء والمحتاجين فاتحا داره لاستقبال الغرباء والمنقطعين، وتوفى فى ١٠ بؤنة سنة ١٤٣٤ الموافقة سنة ١٧١٨ وخلا كرسى البطريركية بعده شهرين وخمسة أيام.
[الرابع بعد المائة]
بطرس السادس كان أولا يدعى مرجانا وهو من مدينة أسيوط، أقيم قسيسا على دير القديس بولا وانتخب للبطريركية وتولاها فى ١٥ مسرى سنة ١٤٣٤ الموافقة سنة ١٧١٨ فى عهد السلطان أحمد خان ابن السلطان محمد خان.
وكان هذا البطريرك وجيها لدى أولى الأمر طاف الوجه البحرى والقبلى لتفقد أحوال قومه، وكان شديد المحافظة على أمته مانعا لهم عن الوقوع فيما يحرمه المذهب المسيحى من جهة الزواج أو الطلاق ونحو ذلك، واجتمع بالسنجق ابن إيواز وغيره من المتكلمين وجرت له معهم خطوب فيما يختص بحدود مذهبه؛ فأفتى له العلماء وأصدر له فرمان من الوزير المتولى بإقراره على قانون مذهبه ومنع التعرض له فى مثل ذلك، واستمر فى الرئاسة سبع سنوات وستة أشهر وأياما، وتوفى فى ٢٦ برمهات سنة ١٤٤٢ الموافقة سنة ١٧٢٦ وخلا منصب البطريركية بعده تسعة أشهر.
[الخامس بعد المائة]
يوأنس السابع عشر كان يدعى أولا عبد السيد وهو من ملوى وترهب بدير القديس بولا