وقد تكلمنا فى كتابنا «نخبة الفكر» على ما يتعلق بالقناطر الخيرية بأبسط عبارة فليراجع. (١)
ولم تزل هيئة هذه النظارة قائمة على قدم السداد، جادة فيما فيه عمارية البلاد وراحة العباد، إلى أن حدثت أمور أوجبت استعفاء النظارة، وتشكلت نظارة أخرى تحت رياسة دولتلو نوبار باشا، وذلك فى أواخر سنة ١٨٨٣ ميلادية، واستمرت إلى منتصف شهر يولية سنة ١٨٨٨ ميلادية-توافق سنة ١٣٠٥ عربية-ثم استعفى وسقطت النظارة، وبتاريخه صدر الأمر العالى الخديوى إلى الجناب المعظم ذى الدولة مصطفى باشا رياض بتشكيل نظارة تحت رياسته مقلدا حرسه الله مع ذلك/نظارة الداخلية والمالية، فجعلت من رجال هذه النظارة مقلدا أيضا نظارة ديوان المعارف، وها أنا الآن قائم بهذا الأمر على حسب المصالح بقدر الإمكان والله المستعان.
وكنت فى بلدتى مشغولا بزراعة بعض أرض لى هناك، كان قد مضى علىّ نحو من ثلاثين سنة لم أتوّجه إليها بسبب كثرة أشغالى بمصالح الحكومة، ومن طول المدة كانت آلت إلى التلف، وصار أغلبها سباخا، فلما طلبت لهذه الخدمة تركتها وأخذت فى تأدية ما فرض علىّ قياما بحق وطنى، أسأله ﷾ أن يوفقنا لما فيه نفع العباد، وأن يختم لنا وللمسلمين بالخير إنه سميع قريب مجيب الدعوات، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[(البرنبل)]
قرية من قسم أطفيح بمديرية الجيزة، شرقى الكريمات إلى جهة الشمال، وفى جنوب ناحية المسيد، واقعة بين ترعة الحبشى والجبل، وفى وسطها جامع بمنارة ومقام ولى اسمه على الطيورى، يزعم الناس أنه من ذرية سيدى جعفر الطيار، وأكثر أهلها مسلمون، وفيها مصانع بكثرة، ومعمل للنيلة ونخيل قليل ويزرع بها كثير من صنف النيلة، وجبانتها فى سفح الجبل.
(١) راجع كتاب «نخبة الفكر فى تدبير نيل مصر» تأليف على باشا مبارك. مطبعة وادى النيل، القاهرة،١٢٩٧ هـ. ص ١٩٧ وما يليها.