ما يصل إلى القطر من منافعها، وربط الكلام مع أحد بيوت تجار الإنكليز بجلب ما يلزم لذلك من القضب والآلات، وأحضر بالفعل نحو النصف منها، إلا أنه فى أثناء ذلك طرأت موانع عطلت إتمام هذا المشروع، فاستعملت القضبان التى جلبت فى سكة حديد أنشئت فى ناحية طرابين الجبل والبحر، لنقل الحجارة والدبش للقناطر الخيرية.
واستمرت التجارة الإنكليزية-على عادتها-من حملها من السويس إلى مصر على الجمال، ثم تحمل فى المراكب إلى إسكندرية، ثم تنقل إلى مراكب البحر الرومى إلى بلاد أوروبا.
وكانت إدارة ذلك منوطة بالإنكليز، فكان يحصل فى كثير من الأوقات دعاوى تضطر الحكومة إلى فصلها، فرأى العزيز أن إحالة إدارتها على طرف الحكومة المصرية أرجح لها، فعملت مع الكبانية الشرقية شروطا، جرى العمل على مقتضاها فى نقل البضائع والسرر بالحكومة.
[مطلب مصلحة البزابرت]
ورتبت لها مصلحة عرفت بمصلحة البزابرت، وجعل لها دار إدارة فى السويس، ومثلها فى مصر وفى إسكندرية، ورتب لها ما يلزم على أتم وجه من الأشخاص والحيوانات والعربات.
وبقى الأمر على ذلك إلى زمن المرحوم عباس باشا، فتكرر من الحكومة الإنكليزية طلب عمل سكة الحديد، وكان الوقت مساعدا، ولم تكن الموانع التى كانت زمن العزيز موجودة-لأن دولة فرنسا هى التى كانت تعارض الإنكليز-فانتهز الإنكليز الفرصة وتحصلوا من الباب العالى على فرمان التصريح بالعمل، ولكن كان غرضهم قاصرا على عملها من مصر إلى السويس، وهذا خلاف غرض المرحوم عباس باشا، لأن السكة-على رأيهم-تكون قاصرة على المرور فى الصحراء الشرقية ولا تتبع البلاد.