وكان شأن هذه المدرسة كبيرا يسكنها أكابر فقهاء الحنفية، وتعد من أجلّ مدارس القاهرة، ولها عدة أوقاف بالقاهرة وظواهرها وفى البلاد الشامية، وقد تلاشى أمر هذه المدرسة لسوء ولاة أمرها وتخريبهم أوقافها، وتعطل منها حضور الدرس والتصوف، وصارت منزلا يسكنه أخلاط ممن ينسب إلى اسم الفقه وقرب الخراب منها، وكان بناؤها فى سنة ثلاثين وسبعمائة.
[ترجمة الأمير مغلطاى الجمالى]
ومغلطاى هذا هو ابن عبد الله الجمالى الأمير علاء الدين عرف بخرز-وهى بالتركية عبارة عن الديك بالعربية-اشتراه الملك الناصر محمد بن قلاوون ونقله وهو شاب من الجامكية إلى الإمرة على إقطاع الأمير صارم الدين إبراهيم الإبراهيمى نقيب المماليك السلطانية المعروف بزير الأمرة، وصار السلطان ينتدبه فى التوجه إلى المهمات ويطلعه على سره، ثم بعثه أمير الركب إلى الحجاز فقبض على الشريف أسد الدين صاحب مكة وأحضره إلى قلعة الجبل، ثم جعل أستادار السلطان بدلا عن سيف الدين بكتمر العلائى، ثم أضاف إليه الوزارة وخلع عليه عوضا عن الصاحب ابن الغنام سنة أربع وعشرين وسبعمائة، وبقى فيها إلى سنة ثمان وعشرين وصرف عنها، وبقى على وظيفة الأستادارية، ثم سافر إلى الحجاز وتوفى فى عودته بسطح عقبة أيلة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة؛ فصبر وحمل إلى القاهرة ودفن بهذه الخانقاه، وكان حسن الطباع يميل إلى الخير مع كثرة الحشمة، وكان يقبل الهدايا ويحب التقادم؛ فحلّت له الدنيا وجمع شيئا كثيرا، ولم يعرف عنه أنه صادر أحدا ولا اختلس مالا، وكانت أيامه قليلة الشر إلا أنه كان يعزل ويولّى بالمال؛ فتزايد الناس فى المناصب، وكان له عقب بالقاهرة غير صالحين ولا مصلحين انتهى.
[زاوية الجميزى]
هذه الزاوية بشارع الزوايب/قرب باب القرافة، بها ضريح سيدى على الجميزى، عليه مقصورة من الخشب منقوش فيها آيات من القرآن، وكذا بدائر الضريح وبأعلى القبة وهى غير مقامة الشعائر لتخريبها.