وذكر الجبرتى أن فيها أيضا: النبيل والفقيه الجليل السيد محمد المدعو حمودة، أحد ندماء الأمير رضوان كتخدا.
نشأ بها وحفظ القرآن واشتغل بطلب العلم فحصل مأموله فى المنقول والمعقول. وعانى نظم الشعر، وكان جيد القريحة حسن السليقة فى النظم والنثر.
ثم حضر إلى مصر وأخذ عن علمائها. واجتمع بالأمير رضوان كتخدا عزبان الجلفى، وصار من خاصته وندمائه وامتدحه بقصائد كثيرة.
حج ومات وهو آيب بعجرود فى سنة ثلاث وستين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
[ترجمة الشيخ حسن المحلى الشافعى]
وذكر أيضا أن منها: الإمام الكبير والعالم الشهير الفرضى الحيسوبى الشيخ حسن المحلى الشافعى. كان وحيد دهره وفريد عصره فى الفقه والأصول والمعقول وفى الحساب الهوائى والغبارى والفرائض، وشباك ابن الهائم والجبر والمقابلة والمساحة وحل الأعداد وغير ذلك من الرياضيات. وله فى ذلك عدة تآليف منها:«شرح السخاوية»، و «شرح النزهة»، و «القلصاوى».
وكان يكتب تآليفه بخطه ويبيعها لمن يرغب فيها، وكان يأخذ من الطلبة أجرة على تعليمهم ويقول: أنا لا أبذل العلم رخيصا. وكان له حانوت بجوار باب الأزهر يتكسب فيه ببيع المنكابات لمعرفة الأوقات والكتب.
وألف كتابا حافلا فى الفروع الفقهية على مذهب الإمام الشافعى، وهو كتاب ضخم فى مجلدين «معتمد الأقوال فى الإفتاء».
وبالجملة كان طودا راسخا تلقى عنه كثير من أشياخ العصر مثل: الشيخ محمد الجناجى وغيره.