الأحمدى الصعيدى، من بنى أحمد قرية من أعمال المنية، كان ماشيا على طريق القوم بكثرة العبادة، محبا للفقراء والعلماء، صوفيا زاهدا، عمت امداداته واشتهر صيته، وكان يحج سنة ويترك أخرى، مع إدامته لخشونة عيشه، وكان ربما لبس الخيش وكان كثيرا ما ينشد:
اقنع بلقمة وشربة ماء ولبس الخيش … قل لقلبك ملوك الأرض راحوا بيش
وكان كثير الفكر والذكر والصلاة على النبى ﷺ، وكانت وفاته سنة سبع بعد الألف كما فى طبقات المناوى، وقيل سنة عشر بعد الألف، انتهى.
[(بنى حسن)]
كانت تعرف قديما ببسيوس أو تميدوس. وفى خطط أنتونان أن بعد هذه المدينة عن مدينة أنصنا ثمانية أميال رومانية، وقد قيس هذا القدر على الخرطة فوجد قدره بالمتر ١١٨٢٢ ووقع على بنى حسن القديمة.
ويوجد فيها آثار عتيقة كثيرة، ومغارات عديدة فى الجبل عليها كتابة قديمة. وكان للرومانيين فيها فرقة من العساكر الخيالة، وهى الآن خراب، وفى قبليها بلدة بنى حسن، المعمورة الآن، وتسمى بنى حسن الشروق، وهى فى شرق البحر الأعظم، بحرى الشيخ تمى قريبة من الجبل، وهى على ثلاث قرى ودورها مبنية باللبن، وبها نخيل بكثرة وبعض أهلها نصارى.
ومن كان فى مدينة أنصنا وقصد المغارات يمر أولا على بنى حسن القديمة، ثم يدخل فى الجبل من فجوة عرضها نحو عشرين مترا فى واد تجرى فيه السيول إلى النيل فى أوقات الأمطار بسرعة شديدة، بسبب ارتفاع الجبل فى هذه المواضع إلى مائتى قدم فأكثر، وبين بنى حسن ونزلة نوير سبعة وديان من هذا القبيل نشأ من جريان السيول فيها ردم أغلب أرض الزراعة وخراب جملة من القرى ترى آثارها إلى الآن.
وتلك المغارات بعضها قريب من بعض وأبوابها فى مستوى واحد تقريبا، وهى