ثلاثون مغارة، منها خمس عشرة لم تتغير كتابتها ونقوشها والباقى تلف ما عليه من الكتابة. وهذه المغارات مرتبة مع الانتظام التام، فيها أعمدة من أنواع مختلفة بعضها يشابه الطرق المستعملة الآن بيننا فى العمارات التى ينسبها المعماريون والمؤلفون إلى الأروام.
وحيث أن الكتابات والنقوش التى على تلك الأعمدة وغيرها من العمارات تدل دلالة واضحة على أنها من أعمال المصريين، كان ذلك دليلا على أن الأروام أخذت طرق العمارة عن المصريين، كما أخذت كثيرا من المعارف، ثم أن النقوش التى على جدران المغارات باقية على ألوانها الأصلية ما بين أصفر وأزرق وأحمر، كأنها وضعت بالأمس، وهى كثيرة جدا دالة على أمور مختلفة من أمور المصريين فى الأزمان السابقة، فمنها ما هو متعلق بوصف أحوال الزراعة وآلاتها وكيفياتها، ومنها ما هو متعلق بالصيد من النهر وبالقنص فى البر، وبعضها فى ألعاب المسارعة والرقص والمباسطة، وبعضها فى الصنائع والحرف. ونقل جميع هذه الكتابات يحتاج إلى مجلدات.
وفى هذه المغارات عدة قبور مشهور منها اثنان، الأول قبر امزاميننها والثانى قبر نمهو طيب، وبالقرب من هذه البلدة على الشاطئ الأيسر من النيل خراب ممتد فى سعة عظيمة فى مقابلة المغارة الكبرى، يعرف بين الأهالى بالعنبجى أو العننج وهو بين كوم الزهير ومنشأة وابيس، وطوله قريب من ٥٠٠٠ متر، وبه كثير من الطوب والحجر، ويعرف هذا الخراب فى بعض الجهات بمدينة داود، وأحد التلال الموجودة فى جهة الشمال يسمى بكوم بنى داود، وجميع هذه الإشارات تدل على أنه كان فى هذا الموضع مدينة عظيمة يغلب على الظن أنها مدينة تيودوزو بوليس وهى من ضمن المدن التى كانت مشهورة فى الأقاليم الوسطى.
وحيث أن هذا الاسم رومى ومعناه مدينة تيودوز فلا مانع أن هذا القيصر وضع اسمه على مدينة قديمة من مدن مصر، كما فعل ذلك أركاديوس بن ديوتوز الأكبر فإنه سمى الأقاليم/الوسطى باسمه أركاديا.