ثم إن ممن تربى من أهالى العجميين فى ظل أنعم العائلة المحمدية، وحاز قصب السبق بين أقرانه، الفاخر المرحوم عبد الله بيك السيد، تربى فى مدرسة الألسن تحت نظارة رفاعة بيك، وأتقن فنونها وفنون الإدارة الملكية/وشهد له أقرانه بالألمعية والعرفان، وسافر إلى بلاد فرنسا ليتقن علم الإدارة، فأقام هناك مدة طويلة حتى تمكن غاية التمكن، وحضر إلى مصر بالشهادات الكافية، فتعين أولا لتدريس علم الإدارة بالمحروسة، ثم توظف بمدرسة المهندسخانة ببولاق، ثم جعل من أعضاء القومسيون الذى تشكل فى عهد المرحوم عباس باشا للنظر فى دعوى أقامها على الحكومة شخص أفرنجى يدعى الخواجه روشتى، تتعلق بمادة احتكار صنف السنامكى، ثم جعل ناظرا على قلم التوصيات بالخزينة المصرية، ثم رئيسا على مجلس التجار بالإسكندرية، ثم من أعضاء القومسيون الذى تشكل تحت إدارة أدهم باشا لتسوية ديون المرحوم إلهامى باشا وحصر تركته، وذلك فى عهد المرحوم سعيد باشا، ثم توظف فى عهد أفندينا الخديوى إسماعيل باشا بجملة وظائف بالمالية، والداخلية، وتصفية القومبانية الزراعية، وأرسل فى مأموريات مهمة إلى بلاد أوروبا من طرف الحضرة الخديوية، ثم تعين ثانيا رئيسا على مجلس تجار إسكندرية، ثم عضوا بمحكمة الاستئناف الكبرى بالإسكندرية، ثم لحقته الوفاة من مدة يسيرة، وتحسر عليه كثير من الناس لكونه من أنجب أبناء الوطن.
وممن لحقته العناية من أهالى البلدة أيضا، وعمته نعم العائلة المحمدية، حضرة إسماعيل أفندى كساب، دخل الجهادية البيادة نفرا من بلده فى زمن المرحوم عباس باشا، وفى زمن المرحوم سعيد باشا ترقى إلى رتبة اليوزباشى، وفى عصر الخديوى إسماعيل ترقى إلى رتبة البيكباشى، وله إلمام بالكتابة وصار بالألايات البيادة.