سنة سبع وثمانمائة ودفن عند أبيه بالقرافة. قال: قال: ولم أرقط على جنازة من الخفر ما رأيت على جنازته وأصحابه أمامه يذكرون الله بطريقة تلين لها قلوب الجفاة.
قال: وقال غيره: كان فقيها عارفا بفنون من العلم بارعا فى التصوف حسن الكلام فيه يعجب الصوفية غالبه مستحضرا للتفسير، بل له تفسير ونظم جيد وديوان متداول بالأيدى وجيد شعره أكثر من رديئه، وأما لحنه فى نظمه فى التلاحين والحقائق وتركيزه للأنغام فغاية لا تدرك وتلامذته يتغالون فيه إلى حد يفوق الوصف اه.
وللحافظ الزين العراقى الباعث على الخلاص من حوادث القصاص أشار فيه للرد على صاحب الترجمة قال: وقال لى شيخنا التقى الشمنى: أن مصنفه الماضى عمله لردد وهو فى عقود المقريزى اه.
[ترجمة سيدى احمد وفا واولاده]
وأما أخوه سيدى أحمد فهو أبو العباس شهاب الدين ولد بظاهر مصر سنة ست وخمسين وسبعمائة، ونشأ على طريقة حسنة ملازما للخلوة والانجماع عن الناس حتى مات سنة أربع عشرة وثمانمائة، ودفن بالقرافة عند أبيه وأخيه وكان عنده سكون.
وفى المنح عن أخيه سيدى على أنه قال فى حقه: هذا خزانة العلم وأنا أنفق منها.
وأنه قال: من رآنا اثنين فهو بفرد عين ومن رآنا واحدا فهو بعينين.
ولقد شوهدت منه أحوال دلت على كمال عرفانه، وكان يقول: وعزة الرب المعبود ما همّت نفسى بفاحشة ولا فعلتها قط. وأولاده كلهم نجباء وهم خمسة: أحدهم أبو الجود حسن مات سنة ثمان وثمانمائة. الثانى أبو المكارم إبراهيم ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة وتوفى سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة مطعونا. الثالث أبو الفضل محمد المدعو عبد الرحمن الشهيد ولد قبل السبعين وسبعمائة، ونشأ على طريقة أبيه واشتغل وحضر مجلس السراج البلقينى، وتولع بالنظم وعمل المقاطيع الجياد على طريقة ابن نباتة.
وكان حسن الأخلاق كثير المعاشرة، وكان من محاسن الدهر ذكاء ولطفا وسخاء غرق فى بحر النيل سنة أربع عشرة وثمانمائة.
الرابع الإمام فتح الدين أبو الفتح محمد، ولد بمصر قريبا من سنة سبعين وأخذ عن العز بن جماعة والشمس البساطى والبرماوى، وبرع وقال الشعر وصار أعلم بنى الوفا.