مات بالروضة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ودفن بتربتهم بالقرافة، وهو حامل راية مجدهم بعمل الميعاد وتدريس فقه المالكية مذهب سلفهم.
وفى الضوء اللامع للسخاوى: أن محمدا هذا هو محمد بن أحمد بن محمد ابن محمد النجم محمد فتح الدين أبو الفتح بن الشهاب أبى العباس السكندرى الأصل القاهرى المالكى الشاذلى وهو بكنيته أشهر، ويعرف بابن وفا وأظنه النجم ثالث المحمدين وقد يحذف محمد الثالث، بل ربما يحذف الثانى ويقتصر فيهما على ابن وفا، ولد قريبا من سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتبا، وأخذ عن العز بن جماعة والبساطى والبرماوى وغيرهم، وسمع مجلس الختم من البخارى على ناصر الدين الفاقوسى فى سنة إحدى وثلاثين، وبرع وقال الشعر الحسن وتكلم على الناس بعد عمه على ابن محمد وفا وصار أعلم بنى وفا قاطبة وأشعرهم، وكان على يشير إلى أن مدد أبى الفتح من أبيه مع كون الأب لم يتكلم، وحضر مجلسه الأكابر كالبساطى والبرماوى وغيرهما من شيوخه والشرف عيسى المالكى المغربى، بل وممن حضر عنده الظاهر جقمق قبل سلطنته وقد حضرت مجلسه وسمعت كلامه، وكان له رونق وحلاوة ولكلامه عشاق.
مات بالروضة فى يوم الاثنين مستهل شعبان. وقيل: رابعه سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة وحمل إلى مصر؛ فصلى عليه بجامع عمرو ودفن بتربتهم بالقرافة وقد زاد على الستين وكانت جنازته مشهودة. ومن نظمه:
يا من لهم بالوفا يشار … بإنكم تعمر الديار
لخوفنا أنتمو أمان … لقلبنا أنتمو قرار
بوبلكم جدبنا خصيب … بوجهكم ليلنا نهار
لكم تشد الرحال شوقا … وبيتكم حقه يزار
وله أيضا قصيدة أولها:
الروح منى فى المحبة ذاهبه … فاسمح بوصل لا عدمتك ذاهبه
عرفت أياديك الكرام بأنها … تأسو الجراح من الخلائق قاطبه
/قد خصك الرحمن منه خصائصا … فحللت من أوج الكمال مراتبه