ولمدينة بغداد خمسة أسماء دار السلام ومدينة المنصور والزوراء وبغدان بالنون وبغداد، فمدينة المنصور هى بغداد القديمة، وهذه التى بالجانب الشرقى استجدت بعد ذلك، وتامرّا المذكور هو نهر كبير تحت بغداد فى شرقيها مخرجه من جبال شهرزور، ومما يجاورها وينسب إليه طصوج (كورة) من طصاصيج بغداد له سد فوق تامرّا يرد الماء إلى أنهار سبعة، على كل نهر كورة من كور بغداد، وهو ينصب إلى دجلة تحت بغداد بأكثر من فرسخ، ويسمى فم مصبه فم ديالى وكأن ديالى هو اسم لآخر هذا النهر من النهروان إلى ما أسفل، ويسمى أيضا الماء المالح، انتهى.
[ترجمة العارف بالله سيدى بشر الحافى ﵁]
وكذا بشر الحافى ليس فى هذه القرية ولا فى غيرها من بلاد مصر بل هو في بغداد أيضا، وقد ترجمه فى الطبقات فقال: هو أبو نصر بشر بن الحارث الحافى، أصله من مرو وسكن بغداد ومات بها عاشر المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين ﵁، وكان عالما ورعا كبير الشأن أوحد وقته علما وحالا، صحب الفضيل بن عياض، ومن كلامه: سيأتى على الناس زمان تكون الدولة فيه للحمقى والأراذل على أهل العقول والأكابر، انتهى باختصار. ولم ندر ما مراده بفخر الدين هل هو الرازى أو غيره، غير أنى وجدت بعد البحث أن الكتاب المأخوذ منه ذلك يسمى «الفخرى فى الآداب السلطانية والدول الإسلامية»، وقال دساسى: ليس المراد فخر الدين الرازى الحكيم المشهور، وزعم أنه قرأ على كتاب فى الكتبخانة ما يفهم منه أن المراد بفخر الدين محمد ابن على بن طباطبا، وأما نييبهر فهو سياح مشهور من بلاد الدنمرقا من أوروبا، ولد سنة ألف وسبعمائة وثلاث وثلاثين ميلادية ومات سنة ألف وثمانمائة وخمس عشرة، واشتهر بسياحته فى بلاد العرب التى استغرق فيها ست سنين، قاله فى القاموس الإفرنجى.