ونسب إليها أيضا الشيخ محمد بن عباس بن أحمد بن إبراهيم بن الشرف الأنصارى العاملى. قال فى الضوء اللامع إنه ولد بمنية العامل سنة ستين وسبعمائة، وانتقل منها إلى القاهرة، فقرأ القرآن على الجمال الدميرى، وحفظ العمدة، والمنهاج الفرعى والأصلى، وألفية ابن مالك، واشتغل بالفقه عند البلقينى، والإبناسى، وابن العماد، وابن الملقن، وفى العربية على الغمارى وغيره وقرأ عليه البخارى، وله مشايخ كثيرون فى فنون شتى، وأكثر من قراءة الصحيحين وغيرهما من كتب الحديث ببيت الأمير إينال باى وغيره، وصار ذا إلمام بمشهور الأحاديث حسن الإيراد طرى الصوت، حتى إنه قرأ عند الظاهر جقمق حديث توبة كعب فأبكاه وأنعم عليه بمائة دينار، ولطراوة صوته تصدى للقراءة على العامة، ولم يتحام عن قراءة ما نص الأئمة على وضعه، وخطب فى خانقاه سرياقوس وغيرها، وبجامع الأزهر نيابة وحمدت خطابته، وتكسب بالشهادة، وكتب الخط المنسوب، وحج غير مرة. وأخذ عنه جماعة كالتقى القلقشندى.
وقال فيه البقاعى: إنه نشأ مكتسبا من الوراقة مع تهافته فيها وفى غيرها من أمور الدين، وإنه يأخذ من الخبز الذى يجاء به للمحابيس وكذا من الأنخاخ، وإنه ملازم لقراءة سيرة البكرى المجمع على كذبها، إلى غير ذلك.
قال فاستحق بذلك أن لا تحل الرواية عنه. لكن لا اعتداد بقول هذا فيه؛ لما كان بينهما من المخاصمات، مات يوم الإثنين الثالث والعشرين من شعبان سنة خمس وخمسين وثمانمائة، ودفن بالقرب من تربة ابن جماعة بباب النصر، عفا الله عنه وإيانا. انتهى.
[(منية عباس)]
قرية بمديرية الغربية بمركز سمنود، على الجسر الغربى لفرع دمياط، وفى شمال كفر الثعبانية بنحو ساعة، وفى جنوب كفر حسان بنصف ساعة، وبها