إلى رئيس الجيش الرومانى، ووعده بعشرة آلاف طالان إن هو ساعده، فساق الجيوش على مصر، فقابلتهم جيوش مصر واقتتلوا، فمات فى تلك الواقعة زوج (بيرنيس).
[مطلب رجوع بطليموس إلى ملكه]
ورجع بطليموس إلى ملكه، وجلس على التخت، وأخذ يظلم ويتعدى ويجمع ما وعد به من المال وقتل ابنته بيرنيس، وبقيت الديار المصرية فى الهوان، إلى أن مات سنة ٥١ قبل الميلاد، وترك ولدين وبنتين. وكان قد أوصى قبل موته، بأن الملك من بعده يكون للبكرىّ من أولاده وأكبر بنتيه.
وحيث أنه كان متعاهدا مع الرومانيين، وتحت كنف (ديوبوس) ترجاه فى تنفيذ ذلك، وجعل أولاده تحت رعاية الأمة الرومانية. فلما مات اتحد ابنه البكرىّ مع أحبابه وأقاربه، واتفقوا على طرد أخته كليوباترا من حكومة مصر، فانحاز لها طائفة من الأمراء والأعيان، وتحزبوا، وقاموا على أخيها، فاشتعلت نيران الفتن فى جهات مصر.
وفى تلك المدة كانت نيران الحروب مشتعلة بين (بومبيوس) و (قيصر) رئيس الجمهورية، وفى الواقعة الأخيرة كان المهزوم (بومبيوس) ففر إلى مصر. وبالنظر للألفة التى كانت بينه وبين بطليموس المتوفى، ظن أنه يأمن على نفسه فى الإسكندرية، وبناء على هذا وصل بمراكبه إلى الطينة، وكان هناك (بطليموس) فحيا رسله، وأكرمهم، فاطمأن خاطر بومبيوس، لكن فى الحال أحضر (بطليموس)(أشيلاس) أحد رجاله، وأمره بأن يتوجه إليه ويكون معه، وأمره بقتله عند انتهاز فرصة، فتوجه إليه وقابله، فكان الرومانى آمناليس محترسا، وخرج من سفينته، وركب زورقا بمفرده، ورغب الخروج إلى البر، فقبل أن يصل انفرد به (أشيلاس) وقتله.
ولما بلغ قيصر أن (بومبيوس) قصد جزيرة رودس، ظن أنه يتوجه بعد ذلك إلى مصر، فسبقه إليها لينتظره هناك، وأخذ معه ثمانمائة من الخيالة سوى البيادة، ولما وصل (١) يقصد أخيلاس. انظر: إبراهيم نصحى: تاريخ مصر فى عصر البطالمة، ج ١، ص ٢٧٣.