ثم سرنا إلى محطة، تسمى قياخور، على نحو سبع ساعات أيضا بالسير السريع، وطريقها صعبة المسلك لكثرة العقبات بها، بلا ماء وإنما هو بالمحطة، وبعد سير أربع ساعات من عدرسة، قابلنا واد متسع، يقال له وادى عالا به كثير من الأشجار. ومحطة قياخور، فوق جبل قياخور، وارتفاعها نحو ثلاثة آلاف متر، وارتفاع أسفلها عن مصوع نحو ألفى متر، فلذا كانت صعبة المرتقى، سيما للمواشى. وبلدة قياخور يسكنها نحو ثلثمائة نفس من الحبشة، ويزرعون بها صنف الذرة بقدر كفايتهم. وقد عمل بتلك المحطة طابية وأقامت بها أربع أرط من العسكر، وما يلزم لهم من الطوبجية نحو ستة أشهر، وكان تحصيل الماء لمن بالطابية صعبا جدا، لكون الماء فى أسفل العقبة. ويلحق الصاعد إليها والهابط منها مشقة زائدة.
ثم سافرنا إلى محطة قرع، وهى نحو ساعتين بالمشى المعتاد، وقبل وصولها واد متسع، يقال له وادى قرع، مشحون بالأشجار والخيرات، وفيه البلدة المسماة قرع، يسكنها نحو أربعمائة نفس، وبها كنيسة كتلوكية فيها نحو خمسة رهبان.
وعند هذه المحطة التقى الجمعان المصرى والحبشى، وحصلت بينهما الواقعة المعروفة فى ٧ مارس سنة ١٨٧٦ ميلادية، موافقة لسنة ألف ومائتين وثلاث وتسعين هجرية، واستمر الالتحام ثلاثة أيام. وقد عملت بها طابية من التراب، وعندها ماء عذب يؤخذ إلى الطابية بسهولة، وهى آخر مسير الجيش المصرى.
[[الطريق من مصوع إلى أسمرة]]
ثم عدنا إلى مصوع، وأقمت بها أشهرا، وتعينت لاستكشاف الطريق من مصوع إلى جهة أسمرة بمديرية الحماسين، وعين معى جماعة من الضابطان.
فأول محطة وصلت إليها، تسمى سحاتى، على أربع ساعات من مصوع، وفيها مياه مستملحة.
ومنها إلى بلدة، تسمى عيات، على أربع ساعات أيضا، وبطريقها عقبة صعبة المسلك، تسمى عقبة مراسيل، بجوار عيات يستغرق الصعود والهبوط فيها نحو ساعتين ونصف.