للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم بعد عدة مناوشات بينهم وبين الأهالى والعساكر، انعقد الصلح بين الفريقين، فى شهر رجب من تلك السنة، وسلموهم الأسرى، ورحلو من الإسكندرية فى يوم الأربعاء ثالث عشر الشهر (١)، ودخلها كتخدا بيك ونزل بدار المسيرى. وكان الباشا مقيما عند سد أبى قير، ثم إن العساكر الأتراك أحاطوا برشيد، وضربوا على أهلها الضرائب، وطلبوا منهم الأموال والكلف الشاقة، وأخذوا ما وجدوه بها من الأرز وغيره، فخرج كبيرها السيد حسن كريت إلى حسن باشا، وشكا له، فكتب ذلك إلى الباشا والسيد عمر فكتبوا فرمانا بالكف عنهم، وأرسلوه فانفكوا عنها. ا. هـ

[[ترجمة الشيخ على بن ابراهيم الخياط الرشيدى]]

وإلى رشيد ينسب كما فى خلاصة الأثر (٢):

على بن إبراهيم الخياط الرشيدى الشافعى، الشيخ الإمام الحجة الولى، المتفنن فى العلوم والجامع لها، والمقدم فى المعارف كلها، والمتكلم فى أنواعها، والناقد فى جميعها، والحريص على أدائها، مع ذهن ثاقب، وآداب أخلاق وحسن معاشرة، ولين جانب وكثرة احتمال، وكرم نفس وحسن عهد وثبات، ودّ وملازمة طاعة، وكثرة ذكر.

ولد فى العشر الأول من المائة الحادية عشرة من الهجرة، برشيد، وبها نشأ وحفظ القرآن وجودّه، وأخذ عمن بها من علماء عصره. ثم قدم مصر، وقرأ بالروايات على مقرئ مصر عبد الرحمن اليمنى، وأخذ الفقه والعلوم الشرعية والعقلية عن شيوخ كثيرين منهم: النور على الحلبى، والبرهان اللقانى، والشمس الشوبرى، والشيخ سلطان المزاحى، والنور الشبراملسى، والشمس البابلى. وجدّ واجتهد إلى أن بلغ الغاية القصوى، ورجع إلى بلده، وحمدت سيرته فيها، وأقبل عليه جميع أهلها واعتقده عامة ذلك الإقليم، وذكرت له كرامات كثيرة. وتصدر للتدريس، وأخذ عنه خلق كثيرون، منهم: العلامة أحمد بن عبد الرزاق الرشيدى. وأقبل على قراءة


(١) هذا التاريخ يوافق يوم ١٦ سبتمبر ١٨٠٧ م كما ورد بالجبرتى.
(٢) خلاصة الأثر، المرجع السابق، ج ٣، ص ١٢٨.