ويعرف أيضا بشارع الجمالية. أوله من باب النصر بحرى القاهرة، وينتهى إلى السكة الجديدة تجاه المشهد الحسينى. وطوله ثمانمائة متر وأربعة وأربعون مترا، وينقسم إلى ثلاثة أقسام لكل منها اسم يخصه، وسيأتى بيانها إن شاء الله تعالى.
(فائدة): باب النصر هذا، الذى عرف هذا الشارع باسمه، هو أحد أبواب القاهرة التى وضعها جوهر القائد. قال المقريزى: وكان أولا دون موضعه اليوم. قال: وأدركت قطعة من أحد جانبيه كانت تجاه ركن المدرسة القاصدية الغربى، بحيث تكون الرحبة التى فيما بين المدرسة القاصدية وبين بابى جامع الحاكم القبليين خارج القاهرة. فلما كان فى أيام المستنصر، وقدم عليه أمير الجيوش بدر الجمالى من عكا، وتقلد وزارته، وعمر سور القاهرة، نقل باب النصر من حيث وضعه القائد جوهر إلى حيث هو الآن، فصار قريبا من مصلى العيد.
[ترجمة أمير الجيوش بدر الجمالى]
وأمير الجيوش هذا هو أبو النجم بدر الجمالى. كان مملوكا أرمنيا لجمال الدولة بن عمار، فلذلك عرف بالجمالى، وما زال يأخذ بالجد فى زمن سبيه فيما يباشره، ويوطن نفسه على قوة العزم، وينتقل فى الخدم، حتى ولى إمارة دمشق من قبل المستنصر سنة خمس وخمسين وأربعمائة.
ثم سار منها كالهارب فى ليلة الثلاثاء لأربع عشرة خلت من رجب سنة ست وخمسين. ثم وليها ثانيا سنة ثمان وخمسين فبلغه قتل ولده شعبان بعسقلان، فخرج فى شهر رمضان سنة ستين وأربعمائة، فثار العساكر وأخربوا قصره.
وتقلد نيابة عكا. فلما كانت الشدة بمصر من شدة الغلاء وكثرة الفناء، والأحوال بالحضرة قد فسدت، والأمور قد تغيرت، ولواته قد ملكت الريف والصعيد بأيدى العبيد،