فحملوه وأنزلوه إلى الرميلة، وقبل أن يأتوا به إلى المغسل طيروه إلى الحفرة التى كان احتفرها، وأظهروا أنهم لا يقدرون على إدخاله المغسل. ثم بعد ذلك توجهوا به إلى المغسل، فغسلوه وكفنوه وداروا به فى الرميلة مشرقين ومغربين مظهرين أنه يطير وأنهم لا يقدرون على رده عن المكان الذى هو قاصده. وهم فى تلك الحالة وإذا بأحد أمراء مصر نازل من الديوان وخلفه أتباعه على الخيول، فتعرض له الحمالون فى الطريق بالتابوت ومنعوه من الذهاب، فأمر جماعته بضربهم، فضربوهم وأهانوهم، ثم بعد ذلك توجهوا به إلى ناحية الصليبة، وصاروا يشطحون به. وكان هناك جماعة من العساكر جالسين فقاموا على الحمالين وضربوهم بسبب هذا الفعل، ووقع التابوت على الأرض، فقالوا لهم: إن كان يطير ولا بد فليطر من على الأرض، فشالوه بعد ذلك، وتوجهوا به إلى التربة التى بجوار السيدة نفيسة ﵂ ودفنوه هناك. وكان ﵀ طويل القامة أعور العين أسمر اللون جدا فى وجهه أثر الجدرى. (اه).
فهذا بيان الأقسام العشرين من الشارع الطولى بالبدء من باب الفتوح إلى بوابة السيدة نفيسة، ثم نبين فى الشوارع والحارات بالبدء من حذاء تلك الجهة أيضا فنقول: