وسوقها العمومى كل يوم أحد، وفيها أرباب حرف كثيرة وتجار. ويزرع فى أرضها الذرة الطويلة بكثرة والقطن قليلا، وأكثر أهلها مسلمون ويسكنها بعض الإفرنج.
والظاهر أن هذه البلدة عامرة من قبل الإسلام، لما اشتهر أنه ﵊ لما أهدى إليه المقوقس هديته التى من ضمنها شئ من عسل بنها، قال:«بارك الله فى عسل بنها»، وهى إلى الآن فيها بقايا خلايا النحل وكذلك القرى القريبة منها مثل مرصفا وكفر النصارى. وعسل تلك الجهة مشهور بصدق الحلاوة وجودة اللون.
وكثير من قراها التى إلى جهة النيل مثل، أجهور، والعمار، وسيفة، وكفر منصور فيها شجر البرتقال والتين البرشومى والخوخ والليمون بكثرة، حتى إن زرع غير الأشجار بها قليل. كما أن ناحية بيسوس وأبى الغيط ونحوها تكثر من زرع البطيخ والشمام، والقرى التى تجاور مصر من بلادها تكثر من زرع الخضر، وقصب السكر.
ومع جودة أرض تلك البلاد هى قليلة الماء لعلوها، ولذا ترى عناية الجناب الخديوى عملت الطرق فى تكثير مائها على الوجه الذى يكون به نفعها وتقرّبه عيون أهلها، كما هى عوائده السنية.
[حادثة الشيخ سليمان البنهاوى]
وفى/الجبرتى من حوادث سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف (١)، أن رجلا ظهر بناحية بنها العسل يعرف بالشيخ سليمان ادعى الولاية وأقام مدة فى عشة بالغيط، فاعتقد فيه الناس السلوك والجذب، واجتمع عليه الكثير من أهل القرى والبلدان ونصبوا له خيمة وصاروا يجتمعون عليه ويعظمونه ويحتفلون به لاعتقادهم ولايته وصلاحه. واستمر على ذلك مدة حتى أقبلت عليه الدنيا وكثر جمعه، وتواردت عليه النذور والهدايا، وصار