وفيها كثير من الفقهاء حملة القرآن الكريم، وممن نشأ منها من العلماء العلامة المحقق والفهامة المدقق، غرة عصره وأوحد دهره، الشيخ محمد الأشمونى الشافعى حفظه الله تعالى ومد فى أجله، المشتغل دواما بالإفادة والتدريس لكبار الكتب وصغارها من كل فن بالجامع الأزهر/فقد درس المطول، وجمع الجوامع فما دونهما مرارا وقرأ التفسير والحديث كذلك، ولم يشتغل بالتأليف وإنما كتب عنه بعض الطلبة تقييدات فى حال قراءته لمختصر السعد نحو ثلاثين كراسة، وكذلك فى حال قراءته للعقائد النسفية وقلّ من يماثله فى الفصاحة وعذوبة المنطق وحسن الإلقاء وجودة الحفظ والفهم، أخذ عن البرهان القويسنى، وعن الحجة البولاقى، وعن الشمس الفضالى، وعن الفاضل المرصفى وغيرهم، حتى حصل تحصيلا زائدا، وبرع فى كل فن، وقد أخبر هو عن نفسه أنه من نسل أبى مدين التلمسانى فعلى هذا فهو متصل النسب بالنبى ﷺ.