وبينها وبين النيل نحو أربعمائة وخمسين قصبة وحولها سور من الآجر والمونة، وبها جامع متسع له منارة مرتفعة يقال: إنه من بناء محمد بيك جركس أحد مماليك الأيوبية، وست زوايا يصلى فيها غير الجمعة، وبها خانات وحوانيت وقهوتان وخمارة، وفيها محل لبيع القطن والغلال، وفيها أربعة من الأوروباويين وبها معمل دجاج لأولاد ذى النون، وثلاث حدائق واحدة لإسماعيل أفندى صالح معاون بمدارس المعارف بمصر، وواحدة لسليمان أفندى محمد، والثالثة لعباس أفندى، وبها أضرحة لبعض الصلحاء منهم الشيخ خطاب البربرى، والشيخ أبو طرطور، والشيخ على المغربى، والشيخ محمد خفير الدرب.
وفى غربيها بنحو خمسين قصبة كفر يعرف بكفر حسن زلابية، وفيه ضريحه وفى غربيها أيضا بأرض يقال لها: أرض أبى عوالى فى ضمن شجر هناك شجرة قديمة من شجر الأراك ينسبها الأهالى للشيخ ضرغام الحوّاش، ويستعملونها كثيرا فى السّواك تبركا بالشيخ المذكور، وبين هذه القرية وقرية طليا تل قديم يسمى «كوم وسيم» فى حدود أطيان أشمون من الجهة القبلية، وعدد أهلها أربعة آلاف وأربعمائة وأربع وأربعون نفسا، منهم من يتكسب من الزرع، ومنهم أرباب حرف من بنائين ونجارين وغير ذلك.
وزمام أطيانها خمسة آلاف فدان وأربعمائة فدان وواحد وثلاثون فدانا ما بين خراجى وعشورى، وذلك أن من ضمنها عدة أباعد لبعض الأمراء مثل مرعشلى باشا، وإسماعيل بيك محمد ومناو أفندى، وخرشد أفندى وشركائه عتقى المرحوم رستم بيك، وجميع أطيانها مأمونة الرىّ وفيها ثلاث عشر ساقية معينة عذبة الماء كثيرته بعد وقت انتهاء نقص النيل نحو ثمانية أمتار.