وأما من جهة اليمين فبها: عطفة المستوقد بداخلها مستوقد حمام الطنبلى، ثم درب الخواجا، وهو درب كبير بداخله درب يعرف بدرب المحكمة، به جامع مشهور بجامع المحكمة.
يصعد إليه بدرج، وشعائره مقامة من ريع أوقافه إلى الآن.
والسالك فى هذا الدرب يجد عن يساره بقرب زاوية الفناجيلى دربا يعرف بدرب الصهريج يتوصل منه إلى حارة الأقماعية.
[ضريح أم العيش]
ثم بأول درب المحكمة المذكور ضريح يعرف بضريح الست أم العيش
[ترجمة بهاء الدين المجذوب]
وبآخره زاوية تعرف بزاوية بهاء الدين المجذوب، بداخلها ضريح الشيخ بهاء الدين المذكور، وشعائرها مقامة، وتعرف أيضا بجامع بهاء الدين. قال القطب الشعرانى: كان الشيخ بهاء الدين من أكابر العارفين، وكان أول أمره خطيبا فى جامع الميدان، وكان أحد شهود القاضى، فحضر يوما عقد زواج فسمع قائلا يقول: هاتوا النار جاء الشهود، فخرج هائما على وجهه، فمكث ثلاثة أيام فى الجبل المقطم لا يأكل ولا يشرب، ثم ثقل عليه الحال فخرج بالكلية، وكان يحفظ البهجة فكان لا يزال تسمعه يقرأ فيها، وكان له مكاشفات مشهورة، رحمه الله تعالى. (انتهى). وذكر المناوى فى طبقاته أن اسمه بهاء الدين القادرى، ثم قال: ودفن بزاويته فرج المجذوب صاحب الكشف التام والكرامات الباهرة، وكان جنديا مجذوبا، انقطع أخيرا بالمارستان، تم مات ودفن فى زاوية بهاء الدين بباب الشعرية.
(انتهى).
[[جامع المغاربة]]
وبهذا الشارع أيضا جامع المغاربة، وهو من الجوامع القديمة، سماه المقريزى جامع الكيمختى، وقال إنه يعرف اليوم بجامع الجنينة، وهو بجانب موضع الكيمخت على شط الخليج من جملة أرض الطبالة. كان موضعه دارا اشتراها معلم الكيمخت، وكان يعرف بالحموى، وعملها جامعا، وكان قبل ذلك قد جدد عمارته شخص يعرف بالفقيه زين الدين ريحان بعد سنة تسعين وسبعمائة، وعمّر بجانبه مساكن. (انتهى). وهو إلى الآن مقام الشعائر من ريع أوقافه.