[ترجمة شمس الدين أبو عبد الله محمد القاياتى الشافعى]
وإليها ينسب قاضى القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن على بن يعقوب ابن الشيخ نور الدين القاياتى الشافعى، محقق عصره، وأحد النوابغ الثلاثة الذين ظهروا فى وسط الدولة الأشرفية، وكانوا أعجوبة عند المناظرة، ثانيهم: البرهان الأبناسى، ثالثهم: الونائى، كما قال محب الدين القطان فيهم:
وثلاثة كانوا بمصر أئمة … فى غاية الإتقان والأثبات
ظهروا بدورا فى سعود سعادة … ثم اختفوا متتابعى الأوقات
برهان أبناس فتى حجاجة … وأخو وناء ومزدهى قايات
ولد سنة خمس وثمانين وسبعمائة تقريبا ببلده القايات، وقرأ بها القرآن، ثم نقله والده إلى القاهرة، وجعله تحت نظر عمه الشيخ ناصر الدين، فأكمل بها حفظ القرآن، ثم حفظ أصول ابن الحاجب، والألفية والتسهيل وغيرها، ودأب فى الاشتعال بأنواع العلوم، المنقول منها والمفهوم، حتى صار إمام محرابها، وموئل طلابها، مع غاية العفة والديانة، والورع والصلاح والأمانة.
أخذ عن أئمة كثيرين، منهم عمه المشار إليه، والولى العراقى، والعز بن جماعة، والسراج البلقينى، والسراج بن الملقن، والشمس القرافى وغيرهم، وشاركه فى بعض ذلك ولده أبو الفتح، وتلقن الذكر من الشيخ إبراهيم الإدكاوى، وله على:(المنهاج) شرح اعتني فيه برد كلام الإسنوى، وله:(ذيل ونكت على المهمات) وكان فكاكا لصعاب المشكلات، ولاه السلطان جقمق قاضى القضاة بعد خلع السراج البلقينى، وكان قد صمم على عدم الإجابة، فحسن له الكمال بن البارزى أن يجيب، فأجاب.