السبل: جمع سبيل. وفى القاموس: أن السبيل هو الطريق وسبيل الله هو الجهاد وكل ما أمر الله به من الخير وسبله جعله فى سبيل الله انتهى.
والمراد هنا: المواضع الموقوفة المعدة لأن يوضع فيها الماء المسبل. أى: المجعول فى سبيل الله، وتارة يكون لخصوص الشرب وتارة للنفع العام على حسب شرط الواقف، وهى من الأعمال الخيرية الجارى ثوابها على أربابها حتى بعد الموت ما دامت باقية منتفعا بها فإن ابن آدم إذا مات انقطع عمله إلا من عشر خصال وردت بها الأحاديث النبوية يجمعها هذه الأبيات التى نظمها جلال الدين السيوطى:
إذا مات ابن آدم ليس يجرى … عليه من خصال غير عشر
علوم بثها ودعاء نجل … وغرس التخل والصدقات تجرى
وراثة مصحف وبناء ثغر … وحفر البئر أو إجراء نهر
وبيت للغريب بناه يأوى … إليه أو بناء محل ذكر
وزاد بيتا على ما فى بعض تآليفه فقال:
وتعليم لقرآن كريم … فخذها من أحاديث بحصر
وذلك إذا قصد بها وجه الله تعالى والدار الآخرة كما هو الأصل فى كل عمل خير وقد يقصد بإنشائها بقاء الذكر والثناء/الحسن فى الحياة وبعد الموت ومثلها الربط والخوانق والمساجد وغير ذلك من الأبنية التى ينطق لسان حالها بالثناء على أربابها، وإنشاء السبل عادة جارية عند كل الملل فى جميع الأجيال إلا أنها فى المسلمين أكثر خصوصا فى الجهات القليلة