حتى مات، وكانت جنازته كثيرة الجمع مشى فيها السلطان الملك الظاهر برقوق والعساكر انتهى.
[جامع الصالح أيوب]
هذا الجامع بشارع النحاسين تجاه الصاغة عن يسار الداخل من باب حارة الصالحية إلى خان الخليلى. وهو مقام الشعائر وبه خطية، وكان إنشاؤه أولا مدرسة عرفت بالمدرسة الصالحية.
قال المقريزى: المدرسة الصالحية بخط بين القصرين، كان موضعها من جملة القصر الكبير الشرقى. بناها الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل محمد بن العادل بن أيوب فدك أساسها فى رابع عشر ربيع الآخر سنة أربعين وستمائة، ولما تمت رتب فيها دروسا أربعة على المذاهب الأربعة، وهو أول من عمل بمصر دروسا أربعة فى مكان، ثم اختط ما وراء هذه المدارس /فى سنة بضع وخمسين وستمائة، وجعل حكر ذلك لهذه المدرسة.
ثم إن الملك السعيد محمد بركة خان بن الظاهر بيبرس وقف الصاغة التى تجاهها وأماكن بالقاهرة وبمدينة المحلة الغربية وقطع أراضى جزائر بالأعمال الجيزية والأطفيحية على مدرسين أربعة، عند كل مدرس معيدان وعدة طلبة وما يحتاج إليه من أئمة ومؤذنين وقومة وغير ذلك، وثبت ذلك فى سنة سبع وسبعين وستمائة وهى جارية فى وقفها إلى اليوم.
ثم فى سنة ثلاثين وسبعمائة رتب جمال الدين أقوش نائب الكرك خطيبا بإيوان الشافعية من هذه المدرسة، وجعل له فى كل شهر خمسين درهما، ووقف عليه وعلى المؤذنين وقفا جاريا، واستمرت الخطبة هناك إلى اليوم.
وبجوار المدرسة قبة الصالح، بنتها شجرة الدر لأجل مولاها الملك الصالح أيوب عندما مات وهو على مقاتلة الفرنج بناحية المنصورة ليلة نصف شعبان سنة سبع وأربعين وستمائة؛ فكتمت زوجته شجرة الدر موته خوفا من الفرنج، وجعلت تخرج المناشير والتواقيع والكتب وعليها علامة خادم يقال له سهيل فلا يشك أحد فى أنه خط السلطان، وأشاعت أن السلطان مستمر المرض إلى أن أنفذت إلى الملك المعظم توران شاه بن الصالح فأخضرته من حصن كيفا، ثم أحضرت جثة الملك الصالح فى حراقة إلى قلعة الروضة، ثم نقل إلى هذه القبة فى تابوت وصلى عليه يوم الجمعة، فدفن بها ليلة السبت الثامن والعشرين من رجب سنة ثمان وأربعين وستمائة، ووضع عند القبر سناجق السلطان وبقجته وتركاشه وقوسه، ورتب