وتأكل طعامى، و والله لا عاد لى شئ من ذلك، ولا أدعك منصرفا فعدّى إليه. انتهى.
وكذلك الملك الظاهر السلطان بيبرس قد نزل ناحية وسيم هذه، ليتفقد أحوال الرعية، وكان ملكا صالحا عادلا قائما بحقوق رعاياه.
قال كترمير: إن السلطان الملك الظاهر بيبرس توجه إلى ناحية وسيم، ومنها خرج إلى الغربية مستخفيا لاختبار أحوال بلاده وحكامها، وكان ابن الهمام يومئذ أكبر حكام تلك الجهات، فوجد الملك سيرهم قبيحا، وسيرتهم ذميمة قد ظلموا العباد، فأوقع القبض على ابن الهمام وولى بدله، ورفعت إليه شكاية فى مباشر هناك نصرانى، فأمسكه وصلبه لما ثبت عليه أنه تكلم بكلام فاحش. ثم قام برجاله وقصد دمياط، ودخل أشمون طناح، ثم سار إلى المنزلة ثم إلى الشرقية. انتهى.
[ترجمة العلامة الشيخ محمد الوسيمى]
وإلى وسيم ينسب الشيخ محمد الوسيمى المترجم فى خلاصة الأثر، بأنه كان من أجلاء العلماء العاملين فى الديار المصرية، منعزلا عن الناس مقتديا بقول من قال:
لقاء الناس ليس يفيد شيئا … سوى الهذيان من قيل وقال
فأقلل من لقاء الناس إلا … لأخذ العلم أو إصلاح حال
وكان يقول: كل قرصك، والزم خصك، وكان شافعيا، أخذ عن شيخ الإسلام زكريا، وله روايات عن ابن حجر، وكان شيخ الإسلام يجله لذلك، كعادته مع كل من أدرك الحافظ ابن حجر.
روى عنه النور الزيادى والشبشيرى واللقانى والأجهورى، وكان أكثر قراءته فى منزله، ولا يترك قراءة الحديث، وكانت وفاته سنة ست بعد الألف بمصر،